كعادة جماعة الحوثي في نقض العهود والاتفاقات، أعلنت مصادر يمنية، أن الحوثيين يتباطؤون في الانسحاب من محافظة عمران شمالي العاصمة اليمنية صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة التي تم الاستيلاء عليها من المواقع العسكرية عشية اقتحامهم مدينة عمران في السابع من الشهر الجاري، في وقت قصفوا فيه موقعا عسكريا يقع في جبل "ضين" الاستراتيجي المطل على العاصمة صنعاء. وأوضحت ذات المصادر أن الحوثيين ورغم إعلانهم الانسحاب من عمران وإخراج المسلحين القادمين من خارج المدينة وتسليم مقرات المؤسسات الحكومية والمنشآت الأمنية والعسكرية بعمران ووصول كتيبة عسكرية من اللواء "التاسع" لاستلام مقر اللواء 310 مدرع، إلا أن هذه المبادرة لم تحل دون استمرار وتصاعد التوجسات والشكوك في جدية الجماعة في إنهاء وجودها في المدينة. وقللت مصادر في السلطة المحلية بعمران في تصريحات من أهمية مبادرة الحوثيين بالانسحاب المتزامن من المؤسسات الحكومية والمرافق الحيوية التي استحوذوا عليها عقب سيطرتهم التامة على عاصمة المحافظة، مشيرة إلى أن قيادة جماعة الحوثي أصرت على أن يتم تسليم معسكر اللواء 310 مدرع لإحدى كتائب المشاة في اللواء التاسع المتمركز بصعدة، الذي ترتبط قياداته بعلاقات وطيدة مع جماعة الحوثي. وأشارت المصادر إلى أن السلطات المحلية بعمران، وعلى رأسها محافظ المحافظة محمد صالح شملان، لم تباشر عملها حتى الآن بالرغم من إعلان الحوثيين بدء الانسحاب من المؤسسات الحكومية بالمدينة لاعتبارات تتعلق بعدم صدور توجيهات من الرئاسة لمحافظ المحافظة باستلام المؤسسات التي سيتم إخلاؤها من الحوثيين. وكانت جماعة الحوثي أعلنت استعدادها للانسحاب من عمران استجابة لبيان مجلس الأمن الدولي، ودعت السلطات الحكومية إلى تشكيل لجان لتسلم المقار العسكرية والأمنية التي وقعت تحت أيدي أنصارها، مؤكدة التزامها بما تم الإعلان عنه حيال هذه القضية. ولم تحل تطمينات جماعة الحوثي بالانسحاب من عمران ونفي قياداتها اعتزامها الزحف إلى صنعاء دوت تصعيد قوات الجيش المعززة بوحدات أمنية تابعة لوزارة الداخلية من التدابير الاحترازية الهادفة إلى تشديد إجراءات الرقابة على المنافذ البرية للعاصمة وبخاصة منفذ "الأزرقين" الذي يمثل البوابة الشمالية التي تربط صنعاء بمحافظة عمران.