توالى سقوط الشهداء الفلسطينيين دون توقف على مدار الساعة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تحت غارات جوية إسرائيلية، في وقت قال فيه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنها بلغت 322 غارة خلال 23 ساعة. وأضاف "أغار الجيش على نحو 500 هدف في قطاع غرة خلال 50 ساعة، وهناك الكثير من الأهداف أمامنا، ومنذ منتصف الليل أغار الجيش على 54 هدفا في قطاع غزة". وحتى عصر أمس، سقط 28 قتيلا ليصل عدد القتلى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل 3 أيام إلى أكثر من 100 قتيل وما يزيد على 600 مصابا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، علما بأنه بين القتلى الكثير من العائلات التي قتلت تحت القصف الجوي الإسرائيلي. وانشغلت سيارات الإسعاف في نقل أشلاء المجزرة الإسرائلية من القتلى والجرحى إلى المستشفيات، مع استمرار القصف الجوي الإسرائيلي على غزة من شمالها إلى جنوبها. ويخشى من تطور الحرب إلى حرب برية، إذ قال أدرعي إن "الاستعدادات للخطة البرية ضد غزة في مراحلها النهائية" وأضاف "تم تجنيد نحو 30 ألفا من جنود الاحتياط" علما بأن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، قد صادق على استدعاء 40 ألفا من قوات الاحتياط؛ للمشاركة في عملية برية ضد غزة.وبدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس غير وارد في هذه المرحلة". وكان نتنياهو يرد على سؤال وُجّه إليه خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية أمس، حول وجود اتصالات بهذا الشأن مع مصر، أو دول أخرى قد تقوم بدور الوساطة بين الطرفين . كما انعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية ظهر أمس؛ لبحث أخر التطورات المتعلقة بعملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية في قطاع غزة.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، إن الجيش الإسرائيلي "حقق منذ بدء عملية "الجرف الصامد" انجازات ملموسة، وإنه سيواصل ضرب حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية، إلى أن تدرك حجم الثمن التي تدفعه مقابل استمرار التصعيد والقصف الصاروخي للأراضي الإسرائيلية".وأضاف "تلقت حركة حماس ضربات مؤلمة، وإن هذه الضربات لن تتوقف إلا بعد عودة الهدوء إلى جنوب البلاد". في الغضون، فقد واصلت الفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق عشرات الصواريخ على المدن والقرى الإسرائيلية في وسط وجنوب إسرائيل. من ناحية ثانية، اعترضت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية للمرة الثالثة أمس، محاولات فلسطينية لإطلاق صواريخ على مدينة تل أبيب، وقالت الإذاعة الإسرائيلية: "أطلقت باتجاه منطقة تل أبيب قذيفتان صاروخيتان من جهة قطاع غزة، وتمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراضهما". وأضافت "وكانت هذه المنظومة قد اعترضت عدة صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى، ولم يبلغ عن وقوع إصابات بينما لحقت أضرار بعدة سيارات في جنوب تل أبيب من شظايا الصواريخ". وبحسب الإذاعة، فان مناطق جنوب إسرائيل تعرضت منذ ساعات أمس لإطلاق أربعين قذيفة صاروخية من قطاع غزة دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات، وتم اعتراض ستة صواريخ. من جهة أخرى، فتحت السلطات المصرية أمس، معبر رفح البري الذي يعد المنفذ الوحيد إلى العالم بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون فلسطيني، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين نتيجة عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال وزير الصحة المصري، الدكتور عادل عدوي، إنه تم توجيه 30 سيارة إسعاف وفرق انتشار سريع لمعبر رفح لاستقبال مصابي غزة، مضيفا بأن "الحالات الحرجة ستنقل للقاهرة لمعالجتها وإجراء الجراحات لها، وأن الحالات البسيطة ستعالج في مستشفيات العريش والشيخ زويد". وأوضح السفير وائل نصر الدين عطية، سفير مصر لدى فلسطين، في تصريحات له وفقا لبيان صادر عن الخارجية المصرية حصلت "الوطن" على نسخة منه إنه "تم تجهيز عنابر كاملة في مستشفى العريش لاستقبال الحالات الطارئة القادمة من قطاع غزة لتقديم العلاج لها"، مضيفا أن "المستشفيات المصرية جاهزة لاستقبال المصابين، فضلا عن أن هناك الكثير من الأطباء متطوعون للعمل ساعات إضافية؛ حتى يستطيعوا معالجة المصابين في أسرع وقت ممكن".