قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان). وفي الحديث الشريف "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم". وفي شأن هذا الشهر الكريم قال الدكتور عبدالرحمن الأهدل.. أقبلت تزهو ونور الوجه وضاء فما ارتأت في رباكم قط ظلماء أهلا بشهر حليف الجود مذ بزقت شمس وصافح زهر الروضة الماء ما إن يطل علينا شهر رمضان الفضيل أو نعيش في أثنائه يوما بعد يوم حتى تطفو الذاكرة بشيء من الظهور والبساطة على سطح الواقع، فتتمرحل عن طريق عادات هذا الشهر إلى فعل مجسد ماثل للعيان بعد أن كان أملا وترقبا وانتظارا.. نعم هذا الشهر الكريم الذي بدأ بفرحة القدوم وسينتهي بفرحة العيد وتتوسطه فرحة الحضور والتجمع (قرقيعان) وقرع أبواب الجيران وأبواب الحارات القريبة التماسا وتفاعلا بما يجودون به من عطاء وتواد ابتهاجا بمرور خمسة عشر يوماً، والتذكير بماذا ستتم تركيبة العمل خلال الفترة المتبقية، فإن كان هناك بعض التقصير أو مجانبة الحظ فيكون التدارك أقرب من التساهل والتسويف، وإن كان هناك تطوير في التفكير والسلوك فيتطلب الانضمام والرغبة في استمراره وبقائه والحث على تجديده وتعميره. رمضان شهر الخير والبركة والمحبة وتنظيم حركة الصحة ونسيان الأحقاد وزيارة الأهل والأصدقاء، فقلما تجد مجتمعا مسلما لا يعي هذه المناسبة العظيمة زمانا ومكانا، فيتوفرون على اللقاءات العائلية والأسرية، والتواجد في الأماكن العلمية والثقافية، فبعد الصور الحركية للطبيعة يأتي التنزه في دروب العقل ومسارب المعرفة، وذلك من خلال القراءة والسبر في أغوارها ومتونها، وقد تتم طقوس هذا الشهر بهذه الوتيرة حتى نخلص إلى أنه هو الحياة والعمر والشيء المنتظر كل عام.