شنّ الطيران الحربي السوري أمس، غارات على جرود عرسال عند الحدود اللبنانية – السورية، مستهدفا بخمسة صواريخ جيوبا للمسلحين في وادي الزمراني ووادي عطا ووادي عجرم، مما أدى إلى سقوط قتيلين و17 جريحا، نقلوا إلى مستشفى الرحمة الميداني في عرسال. وفيما طالب منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس الحكومة تمام سلام حماية لبنان من اعتداءات نظام الأسد على أراضيه من خلال تقديم شكوى أمام مجلس الأمن، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث ل"الوطن": "إن كل شخص موجود داخل الحدود اللبنانية مسؤولة عنه الدولة اللبنانية وكل انتهاكات للحدود اللبنانية يقع تحت طائلة المسؤولية الدولية، وباعتقادي أنه على وزير الخارجية جبران باسيل إجراء الاتصالات اللازمة مع المعنيين، مجلس الوزراء يقوم بواجبه في هذه المرحلة بكل حذر، لأن مجلس الوزراء الآن حزام الأمان للنظام اللبناني الذي لا رأس له بعد فشل انتخاب رئيس جديد". وحول قضية النازحين السوريين والتخوف من وجود "داعش" في بعض المخيمات قال درباس: "إن جزءاً من الإرهاب معنوي، وهناك من يحاول استغلاله ويسوّق له، ولابد من ضرورة تنبيه الإعلام من وضع الحوادث التي تحصل بحجمها الطبيعي، وما يحصل في لبنان ليس كبيراً بهذه الدرجة التي تجعل الحكومة تذهب بالإجراءات إلى أقصى التشدد أو أقصى الإهمال". من جهته، حذر الوزير باسيل خلال مؤتمر صحفي عقد أول من أمس، من أن "أي شكل من أشكال شرعنة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، هو نوع من التوطين"، منبهاً من حصول "فتنة لبنانية – سورية"، ومؤكداً رفضه القاطع لإقامة المخيّمات وشرعنتها داخل الأراضي اللبنانية، لأن ذلك يعني إنشاء بلدات سورية داخل لبنان". وكان مسلسل إرباك الساحة اللبنانية قد استمر أمس، سواء عبر البيانات المشبوهة أم عبر الضغوط الأمنية بالإضافة إلى الاعتداء على أراضيه، واتهم المتحدث باسم "كتائب عبدالله عزام" الشيخ سراج الدين زريقات الجيش اللبناني بالعمالة لإيران و"حزب الله" احتجاجا على رفع الجيش اللبناني أعلاما ل"داعش" في مناطق لبنانية لاسيما في خلدة. وفي بيروت، قطعت القوى الأمنية عدداً من الطرق في محلة طريق الجديدة إثر الاشتباه بوجود متفجرات، حيث تم الكشف عن سيارة مشتبه بها. من جهته، شدد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على أن الأمن العام في طور المنافسة الإيجابية مع كل أجهزة استخبارات العالم، مشيرا إلى أن الأمن العام يقوم بدوره على أكمل وجه سواء أقرّ البعض أم لا، لكن المسؤولين يعرفون تماما أهميته. وقال: "عندما وضعت داعش لبنان في عين العاصفة وفي حقل نشاطاتها وتحركاتها الإرهابية، تضاعفت الأخطار والتحديات".