أكد مصدر حكومي لبناني ل"الوطن" أن اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على سحور رمضاني في دمشق ليل أول من أمس يعكس حجم الاهتمام السوري بما يحصل في لبنان ومدى الإحساس اللبناني بالخطر خصوصا بعد الأحداث الدامية في حي برج أبي حيدر. وأضاف المصدر أن " سحور دمشق ركز على التطورات الأمنية التي حصلت وما تبعها من تداعيات سياسية وصلت إلى حد غير مسبوق في عنف الخطاب السياسي والانقسام الحاصل بين فريقي المعارضة والأكثرية". وقال المصدر إن الرئيس الأسد اطلع مباشرة من الرئيس الحريري على الوقائع القائمة في بيروت والمعالجات الجارية ومهام اللجنة الوزارية التي شكلتها الحكومة برئاسة الحريري." وأضاف المصدر " أن الرئيس الحريري تمنى على الرئيس الأسد بذل ما يمكن مع حلفائه في لبنان لوقف مسلسل التصعيد والعودة إلى لغة الحوار والهدوء التي ما يزال الرئيس الحريري يركز عليها ويطالب بأن تكون في أساس تعامل الآخرين مع القضايا المستجدة مهما كان نوعها أو حجمها." وعلمت "الوطن" أن اتصالات عالية المستوى لبنانيا وعربيا تبذل لمحاصرة مسار التصعيد القائم خصوصا أن الطرفين بدآ في حملات مبرمجة من شأنها إذا ما استمرت أن تزيد الاحتقان والتوتر. وعلم أن رئيس اللقاء الديمقراطي قد دخل بقوة بمباركة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي التقاه مؤخرا أكثر من مرة ، على خط حزب الله والرئيس الحريري لنقل السجال من دائرة التوتر إلى دائرة الحوار. وأعلن جنبلاط في مقاله الأسبوعي لجريدة الأنباء أمس أنه "بين خطابات التصعيد من هنا، وخطابات التصعيد المضادة من هناك، لن يحصل سوى المزيد من التوتر الميداني في الشارع، ولن تنجح الجهود المبذولة في وأد الفتنة والسعي إلى تنفيس الاحتقان الكبير على أكثر من صعيد"، مشيرا إلى أن "الجميع يعلم أن تفلت الأمور أمنياً ليس في مصلحة الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، الذي يبقى أمل جميع اللبنانيين الذين يريدون العيش في بلد يتمتع بالأمن والإستقرار". وكان الأسد قد شدد خلال استقباله الحريري على أن الزيارة التاريخية المشتركة التي جمعته بخادم الحرمين الشريفين إلى لبنان تؤكد حرص سوريا و المملكة على لبنان و دعم وحدته الوطنية،داعيا إلى ضرورة استمرار نهج التهدئة والحوار لحل المشكلات العالقة.