بعيدا عن مكاتبها الخاصة بمكافحة التسول التي طالما تطالها سهام النقد، حمل مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور نايف الحربي المواطنين مسؤولية تزايد أعداد المتسولين في شهر رمضان. وقال الحربي ل"الوطن" أمس إن مكافحة التسول والحد منها تحتاج لأمرين متلازمين هما جهود الجهات الحكومية وأيضا الوعي المجتمعي المساند لعمليات مكافحة المتسولين الذين يتكاثرون في مواسم الصوم والحج والعمرة. وأضاف أن البعد الأول للحد من تكاثر المتسولين في المدينةالمنورة يقع على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع مديرية الشرطة بمنطقة المدينةالمنورة التي ستقوم بدورها في الفترة المقبلة بوضع حلول تحد من تزايد المتسولين في المدينة. وحول السبب الثاني في انتشار ظاهرة التسول، قال الحربي إن المجتمع يسهم في انتشار ظاهرة التسول بسبب ضعف الوعي في الجانب الديني والثقافي لطرق مساعدة المحتاجين في ظل وجود جهات معنية لإيصال المعونات للمحتاجين والفقراء. وطالب الحربي المواطنين بمساعدة الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة بمنع إعطاء المتسولين أي أموال، وهو الأمر الذي يشجعهم على ممارسة هذه العادة من أجل زيادة دخلهم. وقال إن بعض المتسولين يحصدون ما بين 500 إلى 1500 ريال في اليوم، وإنهم غالبا من يوجدون بالقرب من المساجد لاستدرار عطف المصلين في شهر رمضان. وبين الحربي أن الضمان الاجتماعي يساعد الأسر المحتاجة ويقوم بدوره على النحو المطلوب، وكذلك فإن الجمعيات الخيرية تؤدي دورا كبيرا في مساعدة المحتاجين، ويجب على المجتمع المساعدة بحث مثل هؤلاء المتسولين على التوجه إلى الجمعيات الخيرية لدعمهم ومساعدتهم بدلا من التسول. وعن أعداد المتسولين السعوديين في شهر رمضان بالمدينةالمنورة، أوضح الحربي أنه كلما زادت أعداد المواطنين زادت نسبة التسول، ويزدادون أيضا في شهر رمضان بالقرب من الحرم، وبعضهم يأتون للعمرة والبعض منهم يأتي من قرى مجاورة. وأضاف أن أعداد المتسولين تكثر بشكل مبالغ فيه في شهر رمضان وموسمي العمرة والحج، وهو أمر طبيعي نظرا لوجود الحرم المدني. وتنفذ الشؤون الاجتماعية بالمنطقة عددا من الحملات للحد من التسول بالتعاون مع الشرطة، حيث يطلب الحربي من المواطنين أن يبلغوا الجهات الأمنية والشؤون الاجتماعية عن المناطق التي ينتشر فيها المتسولون والمتسولات وذلك على رقم مكافحة التسول بالمنطقة 0148484501 وكان مدير مكتب مكافحة التسول بالمدينةالمنورة خالد الزغيبي قد أعلن في حديث ل"الوطن" أن نسبة المتسولين من المواطنين لم تتجاوز 6%، مشيراً إلى أن الشؤون الاجتماعية قامت بدورها بدراسة حالات هؤلاء المتسولين لمساعدة من تتوفر فيه شروط الوزارة وإحالة من يثبت عكس ذلك للجهات الأمنية لإحالته للجهات القضائية إن ثبتت مخالفته لشرع وأنظمة الدولة بهذا الشأن.