كشفت مصادر "الوطن" عن نية دول عدة أحصتها ب"11 دولة"، أغلبها "غربية"، تدريب كتائب توصف بالمعتدلة في صفوف الجيش السوري الحر، على أراضي دولةٍ لم تُسمها. ولم تُعط المصادر ملامح عن التدريبات العسكرية، لكنها قالت إنها ستكون مؤثرةً على الأرض، في إشارةٍ إلى إخضاع فصائل الجيش الحر، لعمليات تدريب من شأنها مواجهة أو مؤازاة قدرة نظام الأسد النارية، لتغيير موازين القوى بعض الشئ على الأرض. لكن أديب الشيشكلي سفير الائتلاف الوطني السوري بدول الخليج، قال ل"الوطن" أمس: "إن عمليات التدريب تلك يدخل في إطارها التدريب على خرائط القتال، والآليات العسكرية، وليس بالضرورة أن يكون على آلات قتال بعينها، وكشف عن بدء بعض الدول بعمليات التدريب عملياً". وتأتي هذه التسريبات، بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونجرس الأميركي منحه نصف مليار دولار، لما أسماه "دعم مقاتلي سورية"، ويدخل في ذاك الدعم عمليات التدريب والتجهيز. وشدد البيت الأبيض حينها، على عمليات تدقيق سيتم إخضاع الأموال لها من أجل أن تصل إلى "اليد التي تستحق". وقال في بيان: "هذه الأموال ستساعد السوريين على الدفاع عن النفس وإحلال الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة "المعتدلة"، وتسهيل توفير الخدمات الأساسية ومواجهة التهديد الإرهابي وتسهيل الظروف للتسوية عن طريق التفاوض". وفي سياق سياسي، لجأت واشنطن، وفي خطوةٍ لافتة، إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، إلى "قبلية" الرجل الذي يعود في جذوره إلى قبيلة شمر العريقة، والتي تعتبر من أكبر القبائل نفوذاً في العراق. المطالبة الأميركية تلك، جاءت على لسان وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الذي التقى رئيس الائتلاف الوطني السوري في جدة أول من أمس، وطالبه باستخدام نفوذه "القبلي"، من أجل ما أسماه "صد تمدد المسلحين" في سورية والعراق. وبالعودة للشيشكلي، الذي امتدح الخطوة ووصفها ب"الممتازة"، فرأى أنها "تأتي من منطلق ارتباك أميركي، على رغم أننا حذرناهم سابقاً من إطالة أمد الأزمة. هي خطوة بحد ذاتها تعني أننا في الائتلاف ممثلين شرعيين للشعب السوري". وفي المقابل، لم ترُق هذه الخطوة لعضو الائتلاف الوطني السوري الدكتور برهان غليون، الذي اعتبر في تصريحات ل"الوطن"، لجوء واشنطن لتفعيل الدور القبلي رسالة مفادها أن الملف السوري بات ملفاً ثانوياً وليس أساسياً. وقال: "يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد أن تضع ثقل الجربا في صد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". كأن الرسالة الأميريكة تقول لأحمد الجربا، يجب أن يكون لك دور في صد داعش. أو بمعنى آخر: "عليك أن تضع قبيلة "شمر" التي تنتمي لها في مواجهة داعش، والحفاظ بنهاية الأمر على نظام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي". غليون استرسل بالقول: "الهم السوري بات ثانوياً بالنسبة للأميركان. بتنا نحن وأزمتنا الدامية ملفاً درجة ثانية. العراق هو هم واشنطن الآن. سورية لم تعد تعنيهم".