اعتمد مجلس حقوق الإنسان، قراراً يدين التدهور الخطير لحقوق الإنسان في سورية، وعمليات القتل واستهداف المدنيين المتواصلة، وعدها "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي الإنساني، وأعمال العنف التي ترقى إلى الحرب الطائفية. وأعرب المجلس في ختام أعمال دورته ال26 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في مقر الأممالمتحدة في جنيف، عن القلق إزاء ما ورد في تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في سورية الذي يرقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وأدان عدم تعاون النظام السوري مع اللجنة الدولية للتحقيق وطالبها بالسماح الفوري للجنة بزيارة الأراضي السورية دون قيد أو شرط. وعبر القرار عن القلق المتزايد إزاء ما ورد في تقارير المصور المعروف ب"قيصر" في يناير الماضي، والصور التي تثبت قيام النظام السوري بتعذيب وقتل آلاف المعتقلين.وأدان القرار قيام القوات السورية بعمليات القصف الجوي العشوائي وإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين والأحياء السكنية، واستخدامها للأسلحة "الباليستية، والعنقودية، والكيميائية"، و"غاز الكلور"، والأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، وفي المناطق المليئة بالسكان، وهو ما يمثل جرائم حرب. وطالب القرار السلطات السورية بتحمل مسؤوليتها في حماية الشعب السوري، كما طالب بتحويل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب.واستنكر المجلس في قراره عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من العنف في سوريا واستهداف عمال الإغاثة، معربا عن قلقه إزاء زيادة أعداد اللاجئين والنازحين السوريين الذين فروا من القتال والعنف. وأدان استخدام النظام السوري للجوع كسلاح حرب ضد المدنيين، وعمليات الاختفاء القسري التي تقوم بها القوات السورية، إلى جانب استهداف الصحفيين والنشطاء والتعذيب، والعنف الجنسي، وكافة الانتهاكات التي ترتكب ضد النساء والأطفال.وطالب القرار السلطات السورية بإطلاق سراح المعتقلين، وتقديم قائمة بأماكن الاحتجاز لزيارتها والتحقق من توافر المعايير الدولية للاحتجاز في هذه المراكز. ميدانياً، تتواصل المعارك بين جبهة النصرة وتنظيم "داعش" في ريف دير الزور شرق سورية، على الرغم من المبايعة التي قام بها مقاتلو فصيل من الجبهة ل"داعش" في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني: "تشهد مناطق في بلدة البصيرة (في محافظة دير الزور) التي تسيطر عليها "داعش"، قصفاً من جبهة النصرة بقذائف الهاون"، مشيرا إلى معارك بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى في المعارضة السورية من طرف و"داعش" من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين كوع العتال وقرية الطكيحي التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية أخيرا مع 3 قرى أخرى هي الحريجي والضمان وماشخ في دير الزور.