سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيدا ل"الوطن": سورية تعيش "احتلالا" وصوت الشعب سيقهر "التعنت" رئيس المجلس الوطني السوري السابق يؤكد أن "الفيصل" سياسي مخضرم أدرك أبعاد الأزمة.. وأن "المالكي" فاشل وصاحب رؤية طائفية
أثنى رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبدالباسط سيدا على تصريحات المملكة العربية السعودية الأخيرة التي ربطت فيها بين ما يجري في سورية من أزمة إنسانية مشتعلة منذ 4 سنوات، وبين ما يشهده العراق حالياً من تطورات أفرزت تقدم ثوار العشائر العراقية وسيطرتها على العديد من المدن، وقال "وزير الخارجية السعودي أصاب كبد الحقيقة وشرح المشكلة التي تواجهها العراق بدقة شديدة، حيث إن هناك العديد من الدلائل التي تؤكد أن التجاهل الدولي لما يحدث في سورية هو السبب الرئيسي في ما تشهده العراق اليوم، وما يمكن أن تشهده دول أخرى في المنطقة غداً، وأثبت الفيصل من جديد أنه سياسي مخضرم محيط بكل التفاصيل السياسية للمنطقة العربية. ونؤكد على كل كلمة قالها، خاصة في ما يتعلق بأهمية تسليح المعارضة المعتدلة حتى يمكن إحداث توازن على الأرض بين الثوار الذين يطالبون بحقوقهم العادلة التي اعترف بها العالم أجمع، وبين نظام الأسد الذي يتلقى دعماً متواصلاً من روسياوإيران، إضافة إلى دعم عسكري على الأرض من مقاتلين شيعة استقطبتهم طهران من حزب الله اللبناني وفيالق عراقية ويمنية وأفغانية، للدرجة التي وصفها الفيصل بأنها بلغت حدود الاحتلال الأجنبي، وهو تعبير صحيح 100%". ومضى سيدا قائلاً إن المملكة العربية السعودية حاولت مراراً وتكراراً إيجاد حل للأزمة السورية، إلا أن تعنت النظام السوري حال دون تحقيق ذلك، وأضاف "منذ بواكير الأزمة تقدمت المملكة بالعديد من الحلول السلمية التي كان يمكن أن تضع حداً لإراقة الدماء، إلا أن النظام الأسدي تمسك باستخدام القوة، تنفيذاً لنصائح حلفائه الإيرانيين، واغتر بالقوة العسكرية، دون أن يدرك أن رغبات الشعوب لا يمكن أن تقهر، تحت سطوة أي سلاح". وعما يجري في العراق من أحداث قال سيدا "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أخفق في كل المجالات، ولم يفارقه الفشل، فمنذ أن تسلم رئاسة العراق زادت التفجيرات التي حصدت أرواح شعبه، ولم يتمكن من السيطرة على الوضع الأمني، وبدد مقدرات شعبه وموارد بلاده في إجراءات فاشلة لم تجلب له أو لبلاده الأمن، وهو لم يتحل بروح الزعيم الذي يمكن أن يقود شعبه نحو التقدم والازدهار، فأصبح شغله الشاغل هو تنفيذ أجندته الطائفية، ووضع كل بلاده تحت خدمة إيران، دون أن يجني الشعب العراقي من وراء تلك السياسة سوى الخراب والدمار وانعدام الأمن، وحري به قبل توجيهه الاتهامات للآخرين أن يشرع في إجراء حوار مجتمعي سليم ينزع فتيل الأزمة ويؤدي لاستقرار الأوضاع". ومضى سيدا بالقول "الشيعة جزء من مكونات الشعوب في العراق وفي سورية، والتعامل مع طوائف المجتمع الواحد ينبغي أن يكون من منطلق المواطنة، وليس بناء على أهداف وأغراض طائفية. وفي هذا الإطار أؤكد أن الفتاوى الملتهبة يمكنها أن تجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، لاسيما إذا اتسمت بطابع مذهبي أو طائفي يمكن أن يؤدي إلى تجييش الشباب وتأجيج النعرات التي يسعى كل العقلاء إلى إخمادها". وعن إمكانية أن يؤدي القضاء على تنظيم داعش في العراق إلى إحداث تسوية سياسية في سورية، قال سيدا "ما يشهده العراق هو ثورة شعبية، شاركت فيها كل مكونات الشعب العراقي، ولا أذيع سراً إذا قلت إن هناك مواطنين شيعة يحاربون في صفوف ثوار العشائر ضد حكومة المالكي، وبعض الدول الغربية ترتكب خطأ استراتيجياً كبيراً إذا ظنت أن تنظيم "داعش" هو الذي ثار ضد حكومة المالكي، فكل أعضاء هذا التنظيم لا يتجاوزون بضعة آلاف كما تؤكد الاستخبارات الغربية نفسها، ولا يمكن لهذا العدد أن يتفوق على جيش نظامي تعداده مئات الآلاف".