كشف مصدر في الخارجية السودانية أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، سيزور عاصمة جنوب السودان جوبا بعد زيارته الحالية للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في إطار جولة أفريقية تشمل كلاً من بوروندي وساحل العاج وكينيا وغانا. مشيراً إلى أن الخرطوم تضع في حساباتها أن زيارة الوزير الإسرائيلي لدولة الجنوب يمكن أن تصب في إطار دعم المعارضة المسلحة، موضحاً أن الخرطوم تمتلك أدلة ومستندات تؤكد ارتباط الحركات المسلحة بتل أبيب، وتلقيها مساعدات عسكرية وتقنية منها. وقال نائب وزير الإعلام ياسر يوسف في تصريحات إلى "الوطن": "حركات دارفور المسلحة لم تخف ارتباطها بإسرائيل، رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، سبق له أن قام بزيارة علنية إلى تل أبيب، وجاهر في وسائل الإعلام بأن المتمردين على استعداد للتحالف مع الشيطان في سبيل إسقاط الحكومة السودانية. لذلك فإن زيارة ليبرمان إلى جوبا يمكن أن تكون في إطار تفعيل هذا التعاون بعد النجاحات اللافتة التي حققها الجيش السوداني مؤخراً". واستدرك يوسف بأن جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة من حقها أن تستقبل من تريد، قائلاً إن ذلك ينبغي أن يكون في سياق سياساتها الداخلية وليس لتعريض دول المنطقة إلى الخطر. وأضاف "جوبا اعترضت بشدة على زيارة زعيم المتمردين رياك مشار للخرطوم، رغم أن زيارته أتت بتنسيق من الهيئة الحكومية لمكافحة التصحر "إيقاد" التي تتولى تنظيم مفاوضات السلام بين الجنوبيين، وقد أوضحنا لها أن زيارة مشار ليست بدعوة من الحكومة السودانية، وأن المفاوضات معه ستقتصر على كيفية نزع فتيل التوتر في الجنوب. فإذا كان الحال كذلك نتساءل: ألا يحق لنا أن نعترض على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي لها؟ لا سيما مع استضافتها كافة قادة الحركات المسلحة التي تقاتل الجيش السوداني؟". واختتم يوسف تصريحاته بالقول: "سننتظر ونرى نتائج الزيارة، وسنعرف كافة التفاصيل المتعلقة بالمواضيع التي تمت مناقشتها، وإذا تبين لنا أن جوبا سمحت للوزير الإسرائيلي بأن يلتقي أي من قادة التمرد أو تفاوض مع الحكومة الجنوبية حول سبل دعمها، فسوف يكون لنا موقف قوي نعبر عنه في حينه.
