أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد أن الولاية مرتبطة بالإمامة، وأن الإمام من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى القرن الخامس كان هو الوالي أو الخليفة الذي إن أتى إلى الحرمين هو من يؤم الجماعة، وظل هذا الأمر في الدولة الأموية والعباسية حتى القرن الخامس. ولفت ابن حميد في محاضرته بنادي مكةالمكرمة الأدبي مساء أول أمس "قراءة تاريخية في تراجم أئمة الحرمين الشريفين" إلى أن الإمامة كانت إحدى مظاهر الإمارة بل أنه لا يكاد أحد يتقدم للإمامة إن غاب الحاكم أو الوالي. وتوقف ابن حميد عن إهمال التأليف في تاريخ الحرمين الشريفين، مستشهدا بأقوال علماء ومنهم تقي دين الحسين الفاسي بقوله "وإني لأعجب من إهمال فضلاء مكة في جمع تاريخ لها" وهذا عن عموم التاريخ لمكة. مبررين تخيلهم العجز عن الوفاء بالمقصود في الأمر. كما أشار ابن حميد إلى قرون لم تدون منها القرنان السادس والسابع خاصة للمدينة المنورة، مؤكدا اتفاق العلماء على أن جزءًا من تاريخ مكة أُهمل، ذاكرا أن كتاب "نزهة ذوي الأحلام بأخبار الخطباء والأئمة والقضاة في البلد الحرام" لعز الدين الفهمي الذي يخص مكة فقط، بعد بحثه عنه لم يحصل عليه إلى الآن. وفيما يخص "المقامات" قال ابن حميد: المقامات أتت في منتصف القرن الخامس واستمرت إلى منتصف القرن الرابع عشر وانقطعت في عهد الدولة السعودية الأولى، وكانت متوزعة في بيت الله الحرام يؤدي كل مذهب صلاته، وتأخر ظهور المقامات في المدينةالمنورة حيث ظهرت في القرن التاسع، مشيراً إلى أن الإمامة في التراويح كانت لكل فئة جماعة فالحاكم له إمام والقاضي وكتابه له إمام وكذا على بقية الناس فكل فئة لها إمام. والعلماء أنكروا تعدد هذه الجماعات. كما تناول آلية تعيين الإمام في مكة حيث كان السلطان يفوض قاضي قضاة الشافعية وهو من يصدر الأمر منه بتعيين الإمام ويصل مرسوم من السلطان وهذه دلالة على أهميتها، ونوه ابن حميد عن أن هناك من الأئمة من صلى في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ومنهم عبدالقادر السراج والطبري، كاشفا عن بيوت توارثت الإمامة في مكة منهم الطبري والنويري والمردادي وآل كتبي وآل كمال وآل الزواوي وآل الصديق وآل حبشي وأيضاً في المدينة الأركني والأزهري وآل حجار.