أثارت كلمات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أول من أمس، التي تحدث فيها عما يسمى "المثالثة"، وجدد فيها تأكيده على أن أي حل سياسي للأزمة السورية لا بد أن يمر عبر بشار الأسد، غضباً واسعاً وسط مختلف الشخصيات السياسية اللبنانية، التي رأت في تلك التصريحات إصراراً على المضي في سياسة الحزب المرفوضة بالتدخل في الشأن السوري، وعدم التوافق مع سياسة الحكومة اللبنانية باعتماد مبدأ النأي بالنفس، وتطبيق إعلان "بعبدا" الذي تبنته الحكومة والذي يلزم أي فصيل مشترك في الحكومة بالبعد عن التدخل في شؤون الغير. واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية محمد الحجار أن نصر الله يريد أن يحتكر التعبير عن مواقف كافة القوى السياسية في لبنان، وأن يكون صوته هو الوحيد المسموع في الخارج، وقال "حسن نصر الله يحاول أن يقوم بدور المرشد العام للجمهورية اللبنانية من خلال حديثه عن كل الملفات الحكومية والنيابية وغيرها، والمطلوب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا اليوم هو الالتزام باتفاق الطائف وتطبيق بنوده". وعن تصريحات نصر الله الأخيرة قال "لن تجدي هذه التصريحات ولا غيرها النظام السوري، ولن تطيل أمده، فالثورة ستنتصر في الآخر، شاء نصر الله أم أبى، ولن تستطيع إيران وروسيا وغيرهما فرض النظام الديكتاتوري على الشعب السوري، فلا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تقف أمام رغبة الشعوب". في ذات السياق، شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في تصريحات صحفية، على رفض السلاح غير الشرعي، والتمسك باتفاق الطائف الذي أخرج لبنان من أتون الاقتتال الداخلي، وقال "حزب الله يحمل مشروع سلاح غير شرعي، سخره لخدمة المحور السوري الإيراني، عبر المشاركة في الحرب المجنونة في سورية لصالح نظام امتهن لغة الديكتاتورية والتخوين". وطالب فتفت نصر الله بالانصياع لرأي الشعب اللبناني وسحب جنوده من سورية، وعدم تعريض لبنان إلى تداعيات سياسية وأمنية خطيرة هو في غنى عنها. وانتقد تعطيل حزب الله لإنجاز الاستحقاق الرئاسي واختيار رئيس جديد للبلاد، ووصف هذا التعطيل بأنه "بدعة غير ميثاقية ضربت الدستور اللبناني في صميمه وعطلت الحياة السياسية والدستورية والتشريعية في الوطن". بدوره، قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم "لا يحق لأمين عام حزب الله إعطاء تقييمات وطنية لأن استراتيجيته غير وطنية ويضع البلاد أمام خيارين، إما المثالثة أو القبول برئيس يفرضه علينا. فمشروعه واضح وكل تقييمه مشكوك بأمره، ومستمرون في خطنا وثوابتنا البعيدة جدا عن ثوابته، والأمور فاصلة بيننا وهي العملية الديموقراطية. ونحن بدورنا نضع أمامه احترام الدستور اللبناني وانتخاب الرئيس". أما منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، فرأى أن "الوهم" هو شعور نصر الله بالانتصار في سورية والعراق. وقال "هذا الوهم لا ينتج رئيساً ولا يسهل التسوية، فإذا كان فعلا مع انتخاب رئيس قوي، فلماذا لا يملك الجرأة على تسمية مرشحه؟ وفي صراخه ونبرته وإصراره على نفي المثالثة ما يؤكد صحة الشكوك بنيته الوصول إليها". من جانبه، قال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "الفكر التكفيري غير موجود على الإطلاق في لبنان، وهناك دائماً من يريد زج الموضوع التكفيري، لا سيما نصر الله، حين يتحدث عن محاربة الإرهاب والتكفير، وهناك رغبة في إلباسنا هذا الثوب الأسود".