خرجت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، بعد صمت طويل، للنأي بنفسها إلى حد ما عن "سياسات" الرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك في مذكراتها، التي نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" مقتطفات عنها أول من أمس، خصوصاً أنها كانت تفضل تسليح المعارضة في سورية، خلافاً للرئيس الأميركي. ومن المقرر أن تصدر مذكرات وزيرة الخارجية السابقة وعنوانها "خيارات صعبة" الثلاثاء المقبل في الولاياتالمتحدة، إلا أن "سي بي إس نيوز" أثارت المفاجأة عندما بثت مقتطفات منها منذ أمس. وحول النزاع المستمر في سورية، منذ أكثر من 3 سنوات، والذي أوقع أكثر من 162 ألف قتيل، قالت كلينتون في المذكرات: "من النادر التوصل إلى الحل الصحيح للقضايا الشائكة. وإذا كانت هذه المشاكل شائكة، فذلك لأن كل الخيارات تبدو أسوأ من بعضها البعض". وأضافت أنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سورية بأن "تسليح وتدريب" المعارضة السورية، هو الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد. وتابعت "أن التدخل أو عدم التدخل، كلاهما ينطويان على مخاطر عالية، لكن الرئيس أوباما كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدما في تسليح المعارضة". وكتبت في مذكراتها "لا أحد يحب أن يخسر نقاشا وأنا منهم. لكنه قرار الرئيس واحترمت تحليله وقراره". وهذا الفصل غني بالمعلومات لأنه يكشف مدى الاختلاف بين كلينتون التي يثار ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية في 2016 بإلحاح، وبين أوباما الذي لم يعد يثير الحماس. وكان أوباما فاز على كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في 2008. وتناولت كلينتون بالتفصيل لقاءها الأول مع أوباما قبل المؤتمر الديموقراطي في 2008، وقالت إنهما "تأملا بعضهما البعض بصمت". وقالت إن "الوقت حان لتصفية الأجواء بعد أن كان لها ولأوباما عدة مآخذ على بعضهما البعض". وتشمل المذكرات السنوات الأربع التي أمضتها على رأس وزارة الخارجية قبل أن يتولى كيري المنصب في 2013. وأشارت كلينتون في مذكراتها أيضا إلى الحرب في العراق والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا في 2012 والربيع العربي وضم القرم إلى روسيا مؤخرا. وعادت كلينتون أيضا إلى الدعم الذي قدمته للحرب على العراق حين كانت لا تزال تشغل مقعدا في مجلس الشيوخ في 2002. وقالت: "اعتقدت أنني أتصرف عن حسن نية وأنني أتخذ أفضل قرار ممكن، انطلاقا من المعلومات المتوفرة لدي. لكنني أخطأت بكل بساطة". كما تطرقت كلينتون إلى حدث مهم آخر عندما ذكرت بأنها سعت عندما كانت وزيرة للخارجية إلى إطلاق سراح السرجنت "بو برغدال" الذي أسرته حركة طالبان في أفغانستان لخمس سنوات، قبل أن تتم مبادلته بخمسة من قيادييها كانوا معتقلين في جوانتانامو. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي سوزان رايس، أن بلادها تقدم "دعماً فتاكاً، وغير فتاك" للمعارضة السورية المعتدلة. وقالت رايس غداة الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس السوري رئيسا لولاية ثالثة، إن "الولاياتالمتحدة كثفت دعمها إلى المعارضة المعتدلة، "والمؤكد بأنها كذلك"، وقدمت لها مساعدة "فتاكة"، "سلاح"، و"غير فتاكة"، دون أن تفصح المسؤولة الأميركية، عن ماهية السلاح الفتاك، وغير الفتاك.