تواصلت المواجهات العنيفة التي تشهدها غالبية المدن والبلدات السورية بين قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله ومليشيات أبي الفضل العباس العراقية من جهة، وبين قوات المعارضة المسلحة من جهة أخرى. ففي محافظة اللاذقية، لقي 35 من جنود الأسد مصرعهم في كمين محكم، نصبه مقاتلو الجيش الحر عند قمة تشالما بريف اللاذقية. وأشارت شبكة سورية مباشر إلى أن مقاتلي الحر أحاطوا بقوات النظام التي كانت تريد التسلل إلى المنطقة، وفتحوا نيرانهم على الجنود، مما أدى كذلك إلى مصرع العشرات، غالبيتهم في حالة صحية حرجة. وأضافت أن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة كسب، وسط أنباء عن أن معظم العناصر الجديدة يحملون جنسية عراقية أو ينتمون إلى "الحرس الثوري الإيراني". ففي ريف دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مصرع ما لا يقل عن 27 من عناصر النظام، في اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس، في المنطقة الواقعة بين بلدة المليحة ومنطقة زبدين، مما أدى إلى سيطرة الكتائب الإسلامية على المنطقة. وأضاف المرصد أن قوات النظام بادرت إلى قصف المنطقة بالصواريخ والمدفعية. وفي نفس المنطقة، استمرت قوات النظام في إغلاق مداخل مدينة معضمية الشام، وعدم السماح للمواطنين بالدخول أو الخروج منها، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية. وفي ريف حماة الشمالي، استهدف مقاتلو الجيش الحر رتلا عسكريا لقوات النظام، على الطريق الواصل بين تلي برعان وعثمان. وقالت شبكة مسار برس، إن الرتل كان مؤلفا من دبابتين وشاحنات عسكرية، وكان متجها إلى قاعدة تل عثمان العسكرية؛ لمساندة جنود النظام في اشتباكاتهم مع الجيش الحر بمحيط القاعدة. وأضافت أن الهجوم أدى إلى تدمير دبابة وعدة عربات عسكرية وسط اشتباكات عنيفة. وتكمن أهمية القاعدة في كونها تطل على معظم قرى ريف حماة وبعض قرى ريف إدلب، ويستطيع النظام من خلالها قصف هذه القرى، إضافة إلى قطع الطريق الواصل بين قرى سهل الغاب وقرى الريف الشمالي. ويعد تل عثمان مركزا أساسيا لحماية طريق الإمداد العسكري للنظام في ريف حماة الغربي. وفي نفس المنطقة، سجل ناشطون سقوط قتيلين وأكثر من 20 حالة اختناق جراء قصف قوات النظام بغاز الكلور مدينة كفر زيتا وبلدة الزوار بريف حماة أمس. وذكر الناشطون أن قتلى وجرحى من صفوف قوات النظام سقطوا إثر استهدافهم بعبوة ناسفة شرقي قرية العزيزية بريف حماة، بينما أصاب قصف قوات النظام قريتي لحايا وحصرايا، كما شن النظام حملة اعتقالات بريف حماة.