استحوذت الممثلة نيكول كيدمان، على انتباه جميع حضور مهرجان «كان» السينمائي الدولي، خلال حفل افتتاح المهرجان ليلة الأربعاء، وذلك بعد أن طلب منها الفنان الفرنسي لامبرت ويلسون مُقدم الحفل أن يرقص معها السالسا ووافقت على طلبه. ويأتي ذلك على الرغم من النقد اللاذع التي تعرضت له النجمة الكندية بسبب فيلمها الجديد «Grace of Monaco». وعرض الفيلم ثلاث مرات أول من أمس واقتصر الحضور على الصحفيين والنقاد من أنحاء العالم، الذين تجاوز عددهم أربعة آلاف، بينما رافقت العرض الثالث مراسم الافتتاح التي شهدت ازدحاماً، من عشاق السينما من أهالي وزوّار المدينة، أمام قصر المهرجانات الشهير ببساطه الأحمر. وفي الجهة المقابلة ترقب العرب والأفارقة، العرض الأول لفيلم "تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، الذي ينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان. وحملت أحداث ال24 ساعة الماضية عنواناً لافتاً للأنظار مثل بطليها "ليلة نيكول كيدمان وسيساكو"، وزاد من إثارتها اصطفاف الكثيرين من العامة في الشوارع والأرصفة المؤدية والقريبة للمهرجان، بحثاً عن تذاكر لحضور الأفلام، أو دعوات دخول إلى حفل الافتتاح، رافعين شعارات بطريقة مؤدبة وطريفة رصدتها عدسة "الوطن". واستطاعت كيدمان، وهي تؤدي آخر أدوار غريس كيلي، في فيلم المخرج الفرنسي أوليفيه داهان، أن تكون محطّ اهتمام مختلف وسائل الإعلام، وأن تكون عن جدارة نجمة حفل الافتتاح، فيما رأى البعض أن هذا الاختيار، وإن كان خارج المسابقة، لم يكن متناسباً مع دورة المهرجان التي تشهد حشداً من حضور أسماء لامعة ومؤثرة في عالم الفن السينمائي، سواء في مسابقته الرسمية، أم في تظاهراته الأخرى. ورغم حالة الجدل التي تركها فيلم نيكول بين النقاد والصحفيين، ما بين مُعارض ومُقتنع بحبكته الفنية، قالت كيدمان خلال المؤتمر الصحفي: "لم أقصد إطلاقاً تقليد أميرة موناكو، وكنت أتعامل مع الشخصية وكأنني أقدم دور ممثلة، حيث إن كثيرا من تفاصيل الدور كنت أواجهها في حياتي العادية أمام الكاميرات وفي الكواليس". وكعادتها تحضر السينما العربية في المهرجان على استحياء شديد، وربما تكون أهم مشاركة لها تأتي من خلال فيلم "تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، الذي يشارك في المسابقة الرسمية، ورغم إيقاعه البطيء نوعاً ما في بعض المشاهد، لكنه نجح بامتياز في نقل صورة واقعية لما أحدثته سيطرة بعض الجماعات الجهادية والمتطرفين الإسلاميين على مدينة تمبكتو، وهي صورة مصغرة لما حدث في أفغانستان وباكستان والعراق، وما يحدث حاليا في بعض الدول العربية. "تمبكتو" عمل استحق التصفيق كثيراً، ومن المتوقع أن ينافس بقوة على السعفة الذهبية، هذا العام.