فيما تزايد إقبال الأطفال على استنشاق غاز الهليوم الذي تملأ به البالونات؛ بغرض تغيير الصوت، واللهو والضحك، حذر اختصاصيون من خطورة هذا الغاز، مؤكدين أن له أضرارا صحية على الطفل، قد تصل إلى الوفاة الدماغية. تقول أم مازن إن ابنها الذي لم يتعد العاشرة يحرص هو وأصدقاؤه على استنشاق الغاز الموجود في البالونات، الذي يتسبب في تغيير الصوت، مما يضفي جوا من المرح عليه هو وأقرانه، مشيرة إلى أنها علمت مؤخرا بخطورة هذا التصرف، والمشكلات الصحية التي قد تترتب على ذلك، والتي تصل إلى الوفاة، وطالبت بتكثيف التوعية بخطورة هذا الأمر. من جهته، قال استشاري طب الطوارئ في مستشفى الحرس الوطني الدكتور عبدالله باحميد إن "الدراسات العلمية أثبتت أن غاز الهليوم له أضرار كثيرة، حيث يتسبب في تحطيم الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى نزيف رئوي، وقد أثبتت دراسة أجريت في أميركا ضرره على الأطفال، وخاصة عند استنشاقه من خلال البالونات". وأوضح أن الأطفال يستنشقون هذا الغاز الذي تستخدمه بعض محلات بيع الألعاب في ملء البالونات حتى ترتفع عاليا، فيتسبب ذلك في تغيير أصواتها، وهو ما يبعث على الضحك، ولا يدركون الخطر وراء ذلك، حيث يؤدي استنشاق الطفل له إلى نقص الأوكسجين في الدم، مما يعرضه للوفاة"، مشيرا إلى أنه في حال استنشاق الصغير للغاز ينبغي الخروج به إلى مكان مفتوح، وإجراء الإسعافات الأولية له. من جانبها، حذرت الناشطة والمؤسسة لبرلمان الطفولة، ومخرجة الفيلم التوعوي "ليس للضحك" هيا السويد من الاستخدام السيئ للبالونات، وقالت ل"الوطن": قبل شهرين تقريبا تابعت عددا من الأطفال في موقع الانستجرام يستنشقون البالونات، بغرض تغيير الصوت، فقمت بتحذيرهم من مخاطر ذلك، فلم يبالوا، ففكرت في إعداد فيلم لتوعية المجتمع بخطر هذه الممارسة الشائعة التي يقوم بها كثير من الأطفال والمراهقين". وعن خطوات إعداد الفيلم، أضافت "بحثت في المواقع الالكترونية باللغة العربية والإنجليزية عن الدراسات العلمية المتعلقة بغاز الهليوم، وسألت عددا من الأطباء حول هذا الموضوع، فتبين لي أن استنشاق هذا الغاز له أضرار خطيرة قد تصل إلى الوفاة"، مشيرة إلى أهمية تنبه الأمهات لهذه الظاهرة، التي يتعرض لمضاعفاتها كثيرون يترددون على طوارئ المستشفيات. ويقول منتج الفيلم، مدير مؤسسة "إضاءة" للإنتاج الفني محمد المطيري إن مؤسسته حرصت على إخراج الفيلم بالشكل المناسب، ليساهم في التوعية بخطورة استنشاق هذا الغاز، مشيرا إلى أن الفيلم حقق 88 ألف مشاهدة خلال أيام. وأوضح مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف أن "غاز الهليوم الذي يستخدم في نفخ البالونات ليس مخدرا، ولا يؤدي للإدمان، ولكن ينبغي الحذر الشديد عند التعامل معه، لأنه قد يتسبب في الوفاة الدماغية"، مشيرا إلى ضرورة أن تتنبه الأسر لذلك، وأن توعي أطفالهم بخطورة هذه العادة. يذكر أن غاز الهليوم يستخدم في ملء المناطيد الضخمة والبالونات، لأنه أخف من الهواء، كما أنه لا يحترق أو ينفجر، ويتأثر صوت الإنسان الذي يستنشق هواء فيه تركيز ملموس من الهليوم، فيصبح عالي الدرجة من النعومة والجهارة، فيسمع كأن فيه شيئا من التزمير، وذلك يعود إلى أن سرعة الصوت في الهليوم أكبر بثلاث مرات من سرعته في الهواء العادي، مما يؤدي إلى زيادة تردده عند وصول موجات الصوت إلى الهواء العادي، ولكن التعرض لاستنشاق تركيزات عالية من هذا الغاز قد يودي بالحياة بسبب نقص الأكسجين.