من يتحمل مسؤولية إزهاق روح فتى يافع يلهو بين أهله بغاز سمحنا ببيعه في أسواقنا؟ ألا يفترض أن ما يباع في أسواقنا أن يكون آمناً ولا يسبب ضرراً على العامة؟ هل كتبنا على هذا الغاز عبارات تحذيرية واضحة: ان استخدام هذا الغاز لغير الغرض المعد له يسبب الموت السريع ولماذا لم نقم بحملات اعلامية لتعريف الكبار قبل الصغار بخطورة هذه الغازات التي تباع في اسواقنا ؟ ولماذا لا تسن قوانين تحرم بيع هذه المواد لمن هم اقل من 21 سنة؟ هذه أسئلة تتزاحم في ذهني أدعو فيها مؤسساتنا التشريعية والتنفيذية أن تتحرك سريعاً الآن، فلسنا نريد أن تحدث وفيات أخرى بسبب عدم وجود قوانين صارمة تنظم وجود هذه الغازات في أسواقنا. غاز البيوتان مصنف من المواد المذيبة الطيارة السامة، التي قد تسبب نوعاً من الإدمان، وأن سهولة تناولها في يد الجميع خصوصاً الأطفال دون ملاحظة الأهل، تؤدي إلى حالات من التسمم الحاد جهاتنا الرسمية في حرب ضروس ضد أعداء الوطن الذين يتفننون في إدخال المخدرات إلى بلادنا، لكن لا يعني هذا أن نهمل هذه الغازات التي تباع لأبنائنا الصغار في الاسواق وتتسبب في إزهاق حياتهم فضلاً عن كونها تمثل بداية الطريق للمخدرات. نعم لقد قصرنا إعلامياً في حق المواطنين، والدليل هو أن الأهالي لا يعلمون بخطورة هذا الغاز، ولو كانوا يعلمون بخطورته لما سمحوا لأبنائهم باللعب فيه أمامهم، فمن منا يعتقد أن غازاً يباع بكل سهولة في المحلات التجارية قد يقتُل!! إننا وللأسف لا نتحرك إلا بعد وقوع الفأس على الرأس، لكن مع هذا فإنه يجب أن نتحرك الآن لمنع أي حوادث مستقبليه. سأتطرق إلى غازين وهم الاكثر شيوعاً: الأول، وهو الأقل ضرراً : أكسيد النيتروز «Nitrous oxide» وهو غاز لا لون له ولا رائحة يستخدمه الأطباء في التخدير ويعرف بأكسيد النيتروز، ويسمى بالغاز المضحك؛ لأنه يتسبب في هياج بعض الناس وسلوكهم سلوكاً غير سوي بعد استنشاقهم له. ويسبب أكسيد النيتروز الإغماء إذا تم استنشاق كمية كافية منه، وإذا زادت الكمية فان من يستنشقه يصاب بحالة هستيرية من الضحك المتواصل تفقده السيطرة على نفسه فيسقط مغشياً عليه ثم يؤدي إلى الوفاة المفاجئة. كما يستعمل أكسيد النيتروز خارج المجال الطبي في محركات السيارات، ويستخدم في بخاخات الويب كريم في المقاهي والمطابخ. يشار إلى أن الغاز محظور استخدامه في الولاياتالمتحدة، إلا أنه متوفر في أسواقنا المحلية. الغاز الثاني: وهو أشد خطراً وأشد فتكاً ومتوفر بالاسواق وبشكل كبير وهو غاز البيوتان «BUTANE» أو غاز تعبئة الولاعات ويباع غاز البيوتان أيضاً في إسطوانات كمصدر للوقود لاستخدامه في الطبخ، والتخييم، وفى هذه الحالة يطلق عليه الاسم التجاري غاز البترول المسال، ويطلق عليه في بريطانيا «غاز التسخين»، وأصبح بعض الشباب يستخدمونه في تغيير الصوت أو تعبئة البالونات، لرخص ثمنه وتوفره في غالبية محال التجزئة. وغاز البيوتان مصنف من المواد المذيبة الطيارة السامة، التي قد تسبب نوعاً من الإدمان، وان سهولة تناولها في يد الجميع خصوصاً الأطفال دون ملاحظة الأهل، تؤدي إلى حالات من التسمم الحاد، لتأثيره الفعال على الجهاز التنفسي، وان تأثير استنشاق البيوتان يكون سريعا جداً بالمقارنة بغيره؛ لأن المادة الطيارة تدخل من الرئتين إلى مجرى الدم دون أن تمر على المعدة، ما يحدث التسمم السريع دون أن يحس المستنشق، ويؤثر على القلب ويتسبب في الموت المفاجئ. ما نحتاجه حالياً هو حملة تثقيف تحذيرية على نطاق واسع، وذلك بإنتاج مقطع سينمائي على غرار «مبيد الفوسفيد» ليتناقله الملايين في وسائل التواصل الاجتماعي، فمن يتبنى هذا المشروع ؟ تويتر @IssamAlkhursany