لم يجد البعض من أنصار وعشاق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي حلا غير قذف اللاعبين بالقوارير والتفنن في إلحاق الشتائم بهم، بعد أن طفح بهم الكيل عقب تلقي فريقهم الخسارة الثانية على التوالي بدوري زين السعودي على يد فريق الفتح أول من أمس 1/2 وقبلها أمام الاتفاق 3/4. وأحدثت هاتان النتيجتان، صدمتين كبيرتين وسط جماهير النادي رغم ترميم مجلس الإدارة لصفوف الفريق بعدد من اللاعبين المميزين محليا وخارجيا بتعاقدات قصيرة وطويلة المدى مع انطلاقة دوري زين للمحترفين. فبعد نهاية مباراة الفريق أول من أمس على ملعبه أمام الفتح وخسارته فيها انتظرت الجماهير خروج اللاعبين واستقبلتهم بتوجيه الشتائم لهم إلى جانب قذفها لهم بالقوارير، واصفة إياهم بعدم المبالاة، معبرة بطرق شتى عن سخطها عليهم، وأن تهاونهم أدى إلى افتقاد الفريق للكثير من هيبته وبات انهزاميا. وأعلنت أعداد كبيرة من الجماهير مقاطعتها حضور مباريات الفريق المقبلة إلى أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولم تستثن الجماهير إلا لاعبا واحداً نجا من ثورة غضبها، وهو المحترف العماني الدولي عماد الحوسني، حيث حرصت الجماهير على ترديد اسمه وصفقت له كثيرا بعد المستوى الذي قدمه في المباريات وأظهر خلالها حرصه على تقديم مستوى جيد، كما أنه نجح في إحراز هدف فريقه في مباراة الفتح وسبق أن قاده أيضا للفوز في المباراة الأولى أمام الحزم. رد فعل وعلى الصعيد الإداري وفي خطوة لتدارك الأوضاع، حمّل رئيس النادي الأمير فهد بن خالد مدرب الفريق النرويجي سوليد مسؤولية الخسارة أمام الفتح، وقال: "لقد تحدثت مع المدرب قبل يومين من اللقاء تعقيبا على الخسارة برباعية من الاتفاق وأقنعته ببعض اللاعبين، لكنه لم يستجب لكل ما قلناه". وأضاف: "لا أحمل علاء ريشاني أي مسؤولية من الذي حدث في المباراة، فهو لاعب محور لكن المدرب دفع به كمدافع، والأمر نفسه مع اللاعب معتز الموسى الذي دفع به في غير مركزه، ولن نسكت عما يفعله المدرب بالفريق، وسيكون هناك جلسة قوية معه لنناقش عمله، وهذا لا يعفي دور اللاعبين في المباراة وعدم ظهورهم بالمستوى الذي قدموه أمام الاتفاق في الشوط الأول، لكننا قد نرجع ذلك إلى تخبطات المدرب". برود سوليد ظهرت معالم كبيرة من طريقة أداء المدرب مع انطلاقة دوري زين، فأخطاؤه الفنية ظلت في استمرار، حيث لم يثبت المدرب سوليد على تشكيل معين خلال المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن، حيث دخل جميعها بتشكيل مختلف عن الآخر، مما أجبر الجماهير في المدرجات خلال لقاء، على إطلاق صيحات مستمرة تطالبه فيها بإجراء بعض التعديلات في التشكيلة، إلا أنه لم يحرك ساكنا وبقي باردا كأداء فريقه، حتى استسلمت الجماهير إلى الوضع في إشارة إلى تنازلها عن حلم تحقيق بطولة مميزة في الموسم الحالي أيضا. مشاكل إدارية حقيقة مشكلة الأهلي كما علمت "الوطن" من بعض مصادرها استمرار المشاكل الإدارية أكثر منها فنية، وفي مقدمتها كثرة الاداريين في الفريق وعدم وجود التهيئة المناسبة من قبلهم للاعبين، وكذلك فشل هؤلاء في احتواء بعض المواقف والمشاكل التي تحدث مع بعض اللاعبين بطريقة احترافية صحيحة، مما زاد تذمر اللاعبين من بعض الأمور الإدارية، وهو ما يتوقع كثيرون أن يكون قد أثر في الأداء العام داخل الملعب. ومن بين المشاكل أيضا، عدم الاستقرار النفسي للاعبين، كما أن تعاملهم الحالي مع الإعلام وضعهم في عزلة، حيث تحول دور المنسق الإعلامي للفريق إلى إداري يكثر من التوجيهات للاعبين مما جعل كثيرين منهم لا يعون دوره الحقيقي، حيث عبر الكثير منهم عن تذمرهم من الوضع. تعدد المدربين والخطأ واحد لم تتوقف خسارة الأهلي أمام الفتح عند كيل الشتائم للاعبين أو رميهم بقوارير المياه أو التفاعل الإداري الكبير على مستوى رئيس النادي أو فقد الثقة مبكرا في الجهاز الفني، وإنما امتدت إلى أبعد من ذلك، حيث كان هناك شبه إجماع وسط المدرجات وفي أروقة النادي على أن مشكلة الفريق أكبر مما ذكر، استنادا على توالي أربعة مدربين على تدريب الفريق في المواسم الماضية دون تحقيق الفريق للمرجو منه، فملادينوف حضر وغادر دون أن ينجح في إعادة الهيبة المفقودة؛ وكذلك الأرجنتيني ألفارو والبرازيلي فارياس وحاليا النرويجي سوليد، فالأخطاء بقيت كما هي دون معالجة رغم كثرة وتنوع المدارس. إهمال المحور كما فتحت الخسارة أبوابا كثيرة حيث لم تنج الإدارة من انتقادات الجماهير التي حملتها إهمال مركز مهم على حساب مراكز أخرى، وهو مركز المحور الذي ظل يعاني منه الفريق في أكثر من موسم دون أن يجد لاعبا مميزا يسد هذا النقص الذي يضعف ضعفه خطا الوسط والدفاع أيضا. ولإدراك ما يمكن إدراكه قبل فوات الآوان، طالبت الجماهير بتدخل رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله بالتدخل ووقف إخفاقات الفريق ووضع حد للتخبطات الإدارية في الفريق والتي ألقت بظلالها على مستويات الكثير من اللاعبين، ومن المتوقع أن يعقد اجتماع طارئ من أجل حلول سريعة.