سعد عبدالله العجلان رجل أعمال مضت تسع سنوات من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شهدت خلالها السعودية سلسلة من ورش العمل المتصلة لاختصار الزمن في إعادة بناء الإنسان والاقتصاد السعودي وفق رؤية استشرافية وخطط علمية محكمة، فبناء الإنسان السعودي يبدأ بالتعليم من خلال قرارات الملك عبدالله بإنشاء عشرات الجامعات في السعودية في مختلف مناطق ومدن المملكة حتى وصلت إلى مناطق ومدن متوسطة، كما أصبح في بعض المدن أكثر من جامعتين في وقت واحد حتى ينتشر التعليم الجامعي بين المواطنين ويكون أيسر على الشباب والفتيات ويحد من الاغتراب بين سكان مدينة وأخرى. كما اهتم بالبعثات الخارجية فأوفد على مدار السنوات الماضية حوالى 140 ألف سعودي للدراسة في الخارج كي يعودوا إلى وطنهم علماء ومفكرين ومختصين ينهضون بوطنهم السعودية ويقودون أكبر تنمية في البلاد. وقد رأينا خلال السنوات التسع الماضية قرارات ومشاريع تصب في مصلحة المواطن السعودي، من خلال إنشاء مشاريع تنموية وخدمية. والمتابع في السنوات الماضية يلاحظ حجم الموازنات العالية جدا، التي خصصت نصيبا أكبر للخدمات الطبية والصحية، وللتعليم وتطويره وللتوظيف والخدمات الاجتماعية والأهلية والبناء والإسكان، إضافة إلى الاستثمارات القطاعية الضخمة، والاهتمام بالخطط المستقبلية، كضمانة لأمن واستقرار المجتمع وتطوره، كما حدث تنويع في توزيع الخدمات والمشاريع ما بين الجنوب والشمال والشرق والغرب والوسط كي يحدث نوع من التوازن بين مختلف مناطق السعودية التي تنتشر على مساحة شاسعة من الأرض. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اختصر الإنسان الذي يعيش على أرض هذه البلد، كل المسافات، فكان الحوار الوطني في الداخل، والانفتاح الثقافي مع الخارج، فكان مجتمع يسوده التسامح وينبذ الإرهاب، ويؤمن بأن مشروع الدولة هو خط أحمر لا يمكن المساس به. وفي عهده أيضا تم الاعتراف رسميا ب"الفساد" فتأسست هيئة وطنية مهمتها إرساء قواعد النزاهة ومكافحة الفساد، كما أصبح للسعودية مكانة كبرى في العالم كونها إحدى دول مجموعة العشرين، أي ضمن أكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم وتسهم في حل المشكلات الاقتصادية العالمية، فضلا عن مكانة السعودية الدينية، كونها قبلة المسلمين بوجود الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى مكانتها السياسية، حيث أصبحت قراراتها ومواقفها تؤثر في مختلف دول العالم، وتسهم في تغيير بعض الاتجاهات وتدفع بها إلى المسار الصحيح، ولا ننسى أن الرياض أصبحت محطة مهمة لرجال الأعمال والمستثمرين من مختلف دول العالم، فلا يمر شهر إلا ونرى وفدا تجاريا، سواء برفقة أحد كبار المسؤولين في دولهم أو بمفردهم يخاطبون رجال الأعمال السعوديين للدخول في شركات وإقامة المشروعات في البلدين. إننا كمواطنين نفخر بوطننا وقادتنا للمكانة التي وصلت إليها السعودية كدولة محورية ومهمة على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والدينية، فعلينا أن نحافظ على هذا الموقع الذي تحتله السعودية ونطوره حتى يصل إلى مواقع أكثر رفعة داخليا وخارجيا.. ونأمل من الشباب أن يلتف حول قيادته ويسهم بشكل فعال في هذه النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. ونسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين، وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يبارك في عمره وعمله، وأن يتقبل الله منا ومنه صالح الأعمال، إنه سميع مجيب.