وجهت ضربة جديدة لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن أمس أسفرت عن مصرع وإصابة عدد منها بعد غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار "درون" على معسكر تابع للتنظيم يقع بين محافظتي أبين وشبوة، الواقعتين جنوب البلاد، في الوقت الذي تم فيه الإفراج عن طبيب أوزبكي تم خطفه من قبل رجال قبائل في مأرب قبل أقل من أسبوع. وقتل ثلاثون عنصرا من التنظيم وأصيب عدد كبير منهم في الهجوم، بحسب مصدر قبلي. وقال المصدر "قتل أكثر من ثلاثين عنصرا من القاعدة وأصيب عدد كبير بجروح". وأضاف المصدر نفسه أن الغارة استهدفت معسكر تدريب للقاعدة أصيب ب"صواريخ عدة". وأوضح أن المعسكر يقع في منطقة جبلية في محافظة أبين على الحدود مع محافظة شبوة، وهما منطقتان تنتشر فيهما عناصر القاعدة بشكل كبير. وأفاد شهود بأن عناصر من القاعدة نجوا من الغارة نقلوا الجرحى من مكان القصف. وتأتي هذه الغارة غداة غارة أخرى قامت بها أيضا طائرة بدون طيار استهدفت مركبة في محافظة البيضاء مما أدى إلى مقتل 15 عنصرا من القاعدة وثلاثة مدنيين كانوا في المكان. وكانت الغارة التي شنتها طائرة الدرون الأميركية استهدفت معسكراً للتدريب تابعا للتنظيم" في المناطق الجبلية بين المحفد بمحافظة أبين وعزان بمحافظة شبوة، جنوبي اليمن، وجاءت بعد يوم واحد من غارة مماثلة استهدفت قافلة لعناصر القاعدة في محافظة البيضاء، وسط البلاد أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 15 شخصاً وثلاثة مدنيين، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر. وقال مصدر عسكري إن العملية التي استهدفت معسكرات التنظيم في أبين شبوة، وقعت عقب تلقي الأجهزة الأمنية معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود عناصر التنظيم في المعسكر وكانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية مدنية وعسكرية في مناطق مختلفة من البلاد. وأشار المصدر إلى أن الضربة الجوية استهدفت تلك العناصر وهم في معسكرات التدريب ونتج عنها مصرع عدد منهم بينهم عناصر من جنسيات أجنبية مختلفة، لم يسمهم المصدر، موضحا أن العناصر التي تم استهدافها في هذه العملية هم من العناصر القيادية والخطرة في القاعدة. وتستعين اليمن بطائرات أميركية بدون طيار لشن غارات على أهداف لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر فرع للتنظيم المتطرف بعد محاولاته شن هجمات على مصالح أميركية، لكن هذه الغارات تثير غضب نشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان، إذ يعتبرونها قتلاً بدون محاكمة، وقد تشكلت مؤخراً منظمة لمناهضة السياسة الأميركية في محاربة تنظيم القاعدة، وقالت إنها تؤدي إلى سقوط أبرياء لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة، كما أن الغارات التي تشن ضد تنظيم القاعدة لا تستند إلى أي مسوغ قانوني. فيما أعلنت السلطات المحلية في محافظة شبوة، شرقي اليمن، عن تمكن أجهزة الأمن من اعتقال 10 أشخاص مشتبه بانتمائهم للقاعدة، بينهم مطلوبون كانوا يعتزمون الالتحاق في صفوف معسكرات تدريب تابعة للتنظيم بين محافظتي شبوة وأبين. في هذه الأثناء نجحت وساطة قبلية وضغوط عسكرية في الإفراج عن الطبيب الأوزبكي ساليف مؤمن جون، الذي يعمل كطبيب تخدير في مستشفى مأرب الحكومي، وذلك بعد أيام من الاختطاف على أيدي رجال قبائل من المنطقة. وذكرت مصادر محلية أن الحصار الذي فرضته قوات من الجيش بعد يومين من عملية خطف الطبيب ونقله إلى منطقة صحراوية في مأرب شجعت رجال قبائل على الدخول في وساطة لتأمين الإفراج عن الطبيب الذي عاد إلى المستشفى لاستئناف عمله وسط فرحة من طاقم المستشفى والعاملين فيه، خاصة أن المستشفى يفتقد لمثل هذه التخصصات النادرة في اليمن. وقدمت وزارة الدفاع الشكر لقيادة اللواء 312 مدرع وقائد الحملة قائد اللواء العميد الركن عبدربه الشدادي على الجهود الكبيرة وقيادته للحملة المكلفة بمطاردة خاطفي الدكتور الأوزبكي، وأثنى مصدر في الوزارة على يقظة وجاهزية قيادة وضباط وصف وأفراد اللواء 312 مدرع من المنطقة العسكرية الثالثة الذين تمكنوا من محاصرة الخاطفين وإطلاق الطبيب المختطف الذي عاد إلى مزاولة عمله في المستشفى.