حياة مليئة بالشد والجذب، والأخذ والرد، عاش جلها في الشارع محاربا تارة ومناضلا تارة أخرى، حكم في فترة من الفترات ب"الإعدام" ولكن رقبته انعتقت بتخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، قبل أن يتم العفو عنه نيابيا في أعقاب خروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. تفاصيل حياة سمير جعجع، المولود في عين الرمانة في 25 أكتوبر 1952، والذي أعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مليئة بكل شيء. فالحكيم كما يحلو للبنانيين أن يطلقوا عليه هو أحد السياسيين المعروفين بمناهضتهم للوجود السوري في لبنان، كما أن مواقفه المعلنة ضد سلاح حزب الله، جعلته ضمن قائمة التصفيات التي راح ضحيتها العديد من السياسيين اللبنانيين. هو أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية، ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية إحدى الميليشيات السابقة التي لعبت دورًا مهمًا في الحرب وتحولت بعد ذلك إلى حزب سياسي. كان يحلم أن يكون طبيبا، إذ انخرط بدراسة الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أنه ترك الدراسة إثر بدء الحرب الأهلية في العام 1975، فيما أصيب لاحقا في بعد أن ألحق بالقوات اللبنانية المشكلة في ذلك الوقت في أعقاب دخول الجيش السوري ووقوع المعركة المعروفة ب"تل الزعتر"، قبل أن يتم إرسالها إلى فرنسا لتلقي العلاج. قضى جعجع في السجن لنحو 11 عاما، على خلفية 3 تهم. الأولى تفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان، الثانية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، أما الثالثة اغتيال النائب طوني فرنجيّة ابن الرئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن وهو ما سمي لاحقًا بمجزرة إهدن. حصل على البراءة في التهمة الأولى، فيما أدين بالتهمتين الأخريين، وقضت المحكمة بإعدامه. إلا أن الحكم خفف من قبل رئيس الجمهورية إليس الهراوي بالسجن مدى الحياة، قبل أن يطلق سراحه بعفو نيابي خاص من قبل المجلس النيابي الذي انبثق بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، وعاد بعد ذلك إلى نشاطه السياسي.