أكد الرئيسان السوري بشار الأسد والروسي ديمتري ميدفيديف أمس التزامهما ببذل جهود للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، وحملا سياسة الاستيطان الإسرائيلية مسؤولية تعثر عملية السلام. وأعرب الرئيسان في بيان مناسبة زيارة ميدفيديف لسوريا عن "قلقهما العميق حيال التوتر الخطير في الشرق الأوسط الناجم خصوصا عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية. ودان الجانبان "أنشطة الاستيطان، وكذلك الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذت خصوصا في القدسالشرقية" المحتلة.واعتبر الرئيس الروسي أن الوضع في الشرق الأوسط "سيئ جدا"، داعيا الولاياتالمتحدة إلى أداء دور "أكثر إيجابية". وقال ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأسد: إن "عملية السلام في الشرق الأوسط تدهورت". وأضاف: أن "الوضع سيئ جدا. حان الوقت للقيام بشيء". وتابع الرئيس الروسي: "أوافق الرئيس الأسد على وجوب أن يؤدي الأمريكيون دورا أكثر إيجابية". ونبه إلى أن "الوضع الذي يزداد تفاقما يهدد بإحداث انفجار وكارثة" في المنطقة. واعتبر ميدفيديف أن "لا إرادة كافية" من كل الأطراف للتوصل إلى حل، وأضاف: "ينبغي الدفع بهذه الإرادة"، مؤكدا أن بلاده يمكن أن تؤدي هذا الدور. وقال: إن السلام يتطلب انسحابا إسرائيليا من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة يمكن أن تتعايش في شكل سلمي مع إسرائيل.ووصل ميدفيديف مساء أول من أمس إلى دمشق في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس روسي لسوريا بهدف توطيد العلاقات مع حليف الاتحاد السوفيتي السابق. وأجرى جولتين من المحادثات مع الأسد قبل أن يغادر دمشق متوجها إلى تركيا. وأكدت روسيا وسوريا في بيانهما نيتهما بذل جهود بهدف التوصل إلى حل للنزاع العربي الإسرائيلي. وطالبتا إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان، وكذلك من "كل الأراضي المحتلة في يونيو 1967". ودعا الجانبان إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وإلى "حل سلمي ودبلوماسية لقضية البرنامج النووي الإيراني"، مجددين دعوتهما إلى شرق أوسط خال من السلاح النووي. وحض الرئيسان إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.وأكد البيان المشترك "دعم سوريا وروسيا لتعميق التعاون بين الوزارات والهيئات الاقتصادية وبين رجال الأعمال في البلدين وعلى تطوير التعاون الاستثماري والتشجيع على إجراء الأبحاث العلمية المشتركة وتعزيز لتعاون الفني وخاصة في مجالي التكنولوجيا المتقدمة واستخدام الفضاء للأغراض السلمية".والتقى ميدفيديف في دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ودعا إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المعتقل في غزة جلعاد شاليت.