استهلت إسرائيل إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين بإجراء استفزازي من شأنه تجميد هذه المفاوضات،بعد إقدامها على وضع اليد على ثلاث قطع أراض وقفية لإقامة مخطط استيطاني جديد وسط القدسالمحتلة وإقامة مركز تجاري يهودي خلف القنصلية الأمريكية شمال منطقة باب العمود .وقال مسؤول ملف القدس في فتح حاتم عبد القادر إن متولي وقف الشيخ شمس الدين اليمللي تسلموا أوامر إدارية من مدير لواء دائرة أراضي إسرائيل في القدس بإزالة العقارات وتخلية الأراضي بادعاء أنها ملك لدائرة أراضي إسرائيل .ويتضمن أمر الإخلاء الإسرائيلي القطع 160 و 161 و 162 و 169 من وقف الشيخ اليمللي وتبلغ مساحتها نحو ثلاثة دونمات، وتضم حالياً ورشة ومعرضا وموقفا للسيارات يديرها مواطنون فلسطينيون .وأكد عبد القادر أن هذه الأراضي مسجلة كوقف إسلامي منذ أربعمائة عام باسم الشيخ شمس الدين اليمللي وتشمل أيضاً اراضي سعد وسعيد المقام عليها المسجد حالياً ويتولى الوقف كل من زياد القواس ورأفت باكير بموجب حجة صادرة عن المحكمة الشرعية في عام 1992. ويحمل المخطط الاستيطاني الجديد رقم "4832 أ" وقد تمت المصادقة عليه من دوائر البلدية الإسرائيلية وأصبح جاهزاً للتنفيذ .وأكد عبد القادر أن الفلسطينيين سيتصدون بكل الوسائل لإحباط هذا المخطط والدفاع عن الأرض التي تشكل أحد أهم الواجهات لمدينة القدس العربية . على صعيد آخر،التقى رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس،قبل ان يتوجه الى قطاع غزة للقاء وفد رفيع من حركة حماس برئاسة رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وعضوي المكتب السياسي لحماس محمود الزهار وخليل الحية،في مسعى منه لإطلاق عملية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية إن تقدماً حصل في ملف المصالحة الفلسطينية، متوقع الإعلان عنه خلال الساعات المقبلة. ونقلت وكالة "صفا" المحلية أمس عن مصادر لم تكشف عنها، قولها إن المصري توصل لصياغات معينة حول الورقة المصرية خلال زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة قبل أيام، وأنه على ضوء ذلك توجه إلى عمان وبيروت ودمشق لعرضها على كافة الأطراف.وكان الزهار قال أول من أمس إن حركته تدرس بعض الاقتراحات لإنجاز المصالحة الوطنية بهدف اجتياز المرحلة الحالية وإنهاء حالة الانقسام، مشيرا إلى أنه "في حال وافقت فتح وحماس على هذه الاقتراحات وأجمعت عليها باقي الفصائل، فإننا يمكن أن نجتاز المرحلة الحالية في الأيام القليلة المقبلة".ولام رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف تقويض عملية السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، مشيرا بعد لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة أمس،إلى أن "أمام إسرائيل خيارين إما السلام أوالاستيطان ولا يمكن أن تجمع بينهما". وكان عريقات أطلع الإدارة المصرية أمس على ما تم إنجازه في الجولة الأولى للمباحثات غير المباشرة والإطار الذي يتحرك فيه الجانب الفلسطيني .