تصاعدت حدة الأزمة بين "الأزهر" الشريف ودار الإفتاء من ناحية، و"جبهة الإبداع" في مصر من ناحية أخرى، بشأن عرض الفيلم العالمي "نوح"، الذي يتناول قصة حياة النبي نوح - عليه السلام -، في دور العرض المصرية بنهاية مارس الجاري، في الوقت الذي أعلن فيه "الأزهر" الشريف رسمياً تحريم عرض الفيلم تبعه بيان من دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف مؤيد لبيان الأزهر. وتصاعدت وتيرة الأزمة بعد بيان لجبهة "الإبداع" في مصر أمس، تستنكر فيه موقف مؤسسة "الأزهر" الشريف وتصريحاته، بشأن تحريم عرض ومشاهدة الفيلم العالمي "نوح"، بينما لم يتعرض الفيلم لأية معارضة أثناء عرضه في معظم دول العالم. ولم تكتف "جبهة الإبداع" بالاستنكار فحسب، وإنما ذهبت إلى وصف بيان "الأزهر" بمثابة تعدٍّ على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهي الجهة الرسمية الوحيدة المنوطة بالموافقة والرفض على عرض الأعمال السينمائية. من جهته، أكد عضو جبهة الإبداع الناقد الفني طارق الشناوي ل"الوطن"، أن تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، لا يزال حتى الآن مسألة جدلية، فيما قال مسؤول الأفلام الأجنبية بالرقابة على المصنفات الفنية، عبدالستار فتحي، إن هناك مبالغة كبيرة في الأمر، مشيراً إلى أن فيلم "نوح" بعيد تماما عن شخصية النبي نوح، وهوعبارة عن رؤية لعهد قديم ولم يستوح أحداثا أو قصصا من القرآن أو التوراة.