قال نائب رئيس حكومة منطقة القرم رستم تميرجالييف أمس، إن برلمان القرم صوت بالإجماع "للدخول في الاتحاد الروسي بحقوق (منطقة) تابعة للاتحاد الروسي". وأضاف أن الاستفتاء على مستقبل المنطقة سيجري يوم 16 مارس الجاري، وأنه سيطرح سؤالين على سكان القرم "الأول: هل تؤيد انضمام القرم إلى روسيا لتصبح من رعايا الاتحاد الروسي؟ والسؤال الثاني: هل تؤيد بقاء القرم ضمن أوكرانيا؟" وجاء هذا التصعيد المفاجئ في الإجراءات لإدخال القرم رسميا تحت حكم موسكو في الوقت الذي اجتمع فيه الزعماء الأوروبيون في قمة طارئة للبحث عن سبل للضغط على روسيا من أجل التراجع وقبول الوساطة. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للقرم فلاديمير قسطنطينوف في تصريحات صحفية أن "قرار المجلس بشأن انضمام القرم إلى روسيا يجب أن يؤكده الاستفتاء"، مبينا أن المجلس سيتوجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقتراح بدء عملية انضمام الجمهورية إلى روسيا. من جانبه، بدأ البرلمان الأوكراني إجراءات حل البرلمان المحلي في شبه جزيرة القرم، بعد أن طلب البرلمان الانضمام إلى روسيا، بحسب ما صرح الرئيس الانتقالي أولكسندر تورشينوف أمس. وقال تورشينوف إن الاستفتاء الذي يخطط له البرلمان المؤيد لموسكو في منطقة القرم بشأن الانضمام لروسيا غير شرعي ووصفه أنه مسرحية هزلية وجريمة ينظمها الجيش الروسي. يأتي ذلك، في وقت نددت فيه وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس بالموقف الذي دافع عنه الرئيس الروسي حول الملف الأوكراني خاصة فيما يتعلق بأن القوات الموجودة بالقرم ميليشيات محلية وليسوا جنودا روسا، وقالت الخارجية الأميركية، إن قوات الأمن الروسية هي في صلب القوات المناهضة للأوكرانيين وهي منظمة في القرم"، مضيفة "هذه القوات هي التي تقود المركبات التي تحمل لوحات روسية وتقدم نفسها على أنها عناصر من قوات الأمن الروسية عندما يطرح عليها السؤال من قبل المراسلين الأجانب أو من قبل الجنود الأوكرانيين". من ناحية ثانية، أفادت مصادر أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة روبرت سيري، اضطر للتخلي عن مهمته في منطقة القرم الأوكرانية أول من أمس بعدما احتجزه حشد معارض يهتفون "روسيا.. روسيا" وحاصروه داخل مقهى. وأوضح نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، أن "أشخاصا مجهولين" ومسلحين اعترضوا سيري وأمروه بالتوجه إلى المطار و"مغادرة القرم". إلى ذلك، عد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول من أمس، أن الوضع الراهن في أوكرانيا "غير مقبول"، وأكدا أن روسيا دفعت ثمن تدخلها، حسب ما أعلن البيت الأبيض بعد اتصال هاتفي بين الزعيمين. وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن أوباما وكاميرون "أعربا عن قلقهما العميق حيال الانتهاكات التي قامت بها روسيا لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وأشار كلاهما إلى أن الظروف الراهنة غير مقبولة". وأضاف البيان أن "روسيا بدأت تدفع ثمن أعمالها مثل تراجع ثقة المستثمرين". من ناحيتها، أشارت رئاسة الحكومة البريطانية إلى الاتفاق بين الحلفين على أن "تواصل الأسرة الدولية العمل بشكل وثيق على نزع فتيل التوترات وإقناع روسيا بالذهاب أبعد". ومع ذلك، قال متحدث باسم كاميرون "إن السلطات الروسية لم تسحب قواتها بعد إلى قواعدها رافضة الاعتراف بالحكومة الانتقالية في كييف في حين ما زال الوضع على الأرض متوترا جدا". من جهة أخرى، قدمت صحفية أميركية تدعى ليز واهل، من محطة "روسيا اليوم أميركا" استقالتها أول من أمس مباشرة من المحطة التي تمولها روسيا احتجاجا على سياسة الكرملين في أوكرانيا.