شيعت بلديتا القرين والجرن الواقعتين شمال محافظة الأحساء بعد ظهر أمس، جثامين الأطفال الخمسة، الذين لقوا حتفهم اختناقا في حريق اندلع بمنزلهم أول من أمس، وذلك في مقبرة بلدة القرين، إضافة إلى "الزوجة" في مقبرة بلدة الجرن "مسقط رأسها". وكانت "الوطن" قد نشرت في عددها أمس، تفاصيل الحريق تحت عنوان: (صدمة مسعف يباشر حريقا فيصعق بالقتلى.. "زوجته وأبناء أخيه")، وشاركت أمس في مراسم التشييع والدفن. وجرى دفن الأطفال الخمسة في قبر "جماعي"، والزوجة في قبر "فردي"، وذلك بحضور عدد كبير من الأهالي في مدن وقرى الأحساء، الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى مغسلتي البلدتين. ووصلت جثامين الأطفال والزوجة إلى المغسلتين الساعة العاشرة صباح أمس، وشهدت مراسم التشييع والدفن حالة من الحزن التي سادت بين أبناء وأقارب المفقودين بعد رؤيتهم للجثامين وهي تتجه إلى القبرين. وبدأ الأهالي في بلدتي القرين والجرن الإعداد لموقعي استقبال العزاء في المجلسين العامين في البلدتين، اللذين تقرر أن يستقبلا المعزين بعد انتهاء مراسم الدفن، ولوحظ خلال مراسم التشييع تكاتف أهل البلدتين. واختصر أب الأطفال الخمسة المتوفين "قاسم الرشيد" وسط زحام المشيعين، ظروف الحادثة، موضحا أنه خرج في الصباح الباكر كعادته للدوام، إذ إنه يعمل في إحدى الشركات الخاصة، وذلك بعد تناوله الإفطار مع زوجته، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تلقى مكالمات هاتفية تبلغه بنبأ الحريق، وعند وصوله إلى منزله، أبلغوه بأن أطفاله توفوا، مؤكدا أنه خرج للدوام ولم يشعر بأن هناك خطرا محدقا بأطفاله في المنزل. وفي السياق ذاته، بدأ الأهالي ببلدة القرين "مسقط رأس الأطفال" في جمع التبرعات والمساعدات المالية والعينية لإعادة تأهيل المنزل وتأثيثه، بعد تعرضه لتلفيات بليغة جراء الحريق، الذي أتى على كامل المنزل. يذكر أن 11 شخصا من القاطنين في الدور الأرضي بالمنزل المكون من طابقين نجوا من الحريق، إضافة إلى طفلين في الدور الثاني.