كشف مقاتل سعودي ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أن قادة التنظيم النشط في سورية طلبوا منه تسجيل مقاطع فيديو، لحث الشباب السعودي على القدوم للقتال هناك. وقال سليمان السبيعي، المعروف بلقب "السمبتيك"، إن قيادات في التنظيم استغلوا حساباً شخصياً له في موقع التواصل الاجتماعي "الكيك"، من أجل إطلاق حملة ترمي بالدرجة الأولى إلى تجنيد أكبر قدر من المتعاطفين، وجمع التبرعات المالية، بعد أن أعلنوا عبر الحساب ذاته، نبأ إصابته في إحدى المعارك الميدانية. وحول طريقة دخوله الأراضي السورية، قال "السمبتيك" إنها تمت عن طريق أحد المهربين السوريين، عبر الأراضي التركية، التي وصلها انطلاقاً من العاصمة القطرية الدوحة. وحول هذا الأمر، قال السبيعي الذي تحدث إلى برنامج "همومنا" على شاشة التلفزيون السعودي "تواصلت مع إحدى المعرفات في تويتر، وأخبرتها أني في تركيا وأريد الدخول إلى سورية، فقالت لي إنني سأتلقى خلال 10 دقائق اتصالاً من أحد المتعاملين معهم، من المهربين السوريين وهو ما تم بالفعل، وطالبني بالحجز من مطار إسطنبول إلى مطار مدينة غازي عنتاب على الحدود التركية السورية، على أن يكون في انتظاري هناك، ومن ثم دخلنا بعد ذلك بواسطة التهريب عن طريق الحدود ووقتها وصلت لسورية". وعن الفئات العمرية التي تقاتل في صفوف الكتائب المقاتلة في سورية، قال السمبتيك إنها تتراوح ما بين 20 إلى 35 عاماً، فيما أشار إلى وجود مقاتلين أقل من هذه السن لم يتجاوزا 15 عاماً من العمر. وهنا تساءل "كيف استطاع الشاب في هذا السن الخروج، وكيف جاءت المبادرة في عقول هؤلاء المراهقين؟". وأضاف "جميع الشباب السعوديين الموجودين هناك كان دورهم القتال في الجبهات الأولى. الشباب السعوديون الذين ذهبوا إلى سورية كانوا ذاهبين على النية، ولم يلتفتوا إلى أمور أخرى، كان كل هدفهم واهتمامهم يتركز في القتال". ويمتهن قادة بعض التنظيمات المقاتلة في سورية بحسب السبيعي "التكفير"، وقال في هذا الصدد "كانت هناك نقاشات خارج الدائرة، أي دائرة القتال، أصبحت كل الفصائل تكفر بعضها البعض، أكثر الجنسيات المقاتلة التي امتهنت التكفير هي "التونسية"، مع أن غالبهم لا يملكون العلم الشرعي الذي يخولهم لذلك. بعد فترة اتضحت صورة أخرى سواءً من التنظيم الذي قاتلت في صفوفه "داعش"، أو التنظيم الآخر "جبهة النصرة". في الفترة الأخيرة اشتعل القتال بينهما". وحول عودته إلى أراضي المملكة، روى السبيعي قصته، وقال "قررت الخروج من سورية للعودة إلى بلادي، لاسيما وأن "داعش" هي التي تفرض سيطرتها على الحدود الشمالية، وترددت على الحدود للاطمئنان على الأوضاع هناك. الأمر كان محفوفاً بالخطر. وبعد اتصالٍ أجريته مع والدي، جزمت بالتنسيق مع السفارة السعودية. واتفقت مع أحد المهربين السوريين على أن أخرج عن طريق الحدود، وأن يكون هناك أحد في استقبالي في الجهة التركية، وهو ما حدث بالفعل. خرجت فجراً واستطعت أن أصل إلى تركيا. واتجهت إلى أحد المجمعات، ومن ثم توجهنا إلى السفارة بأنقرة، وكانت في طريقنا بعض المشاكل من حيث وجود نقاط تفتيش تركية، لكننا تخطينا تلك الصعاب". وتحدث عن أحد زملاء دراسته، الذي فوجئ بوجوده في سورية للقتال إلى جانب الكتائب المعارضة لنظام بشار الأسد، وقال عنه "محمد العتيبي كان من الأصدقاء المقربين، تعرفت عليه أيام دراستي الجامعية، وتوطدت العلاقة معه، وباتت علاقتنا تقوى أكثر فأكثر. لم أتوقع أن أقابله في سورية. اللقاء كان غريباً جداً في أرض ليست أرضنا، بل أرض قتال". ووجه السبيعي الشهير ب"السمبتيك"، رسالة لمن وصفهم ب"الجواهل" الموجودين على الأراضي السورية، وقال "الرسالة التي أحب نقلها للجواهل الموجودين في سورية، وهنا، مع أننا جميعاً لا نشكك في نواياهم، وأنا ما خرجت إلا للجهاد في سبيل الله، وهذه نية، وأمنيتي كانت أن أقتل، لا شك في نية أحد، لكن الوضع القائم في سورية يخالف ما تنقله وسائل الإعلام التي تخفي كثيراً من الحقائق، أنا ذهبت ورأيت كل شيء بأم عيني، أنصح الشباب الموجودين هناك أن يخرجوا من هذه الدائرة، وأما الموجودون هنا أنصحهم بعدم الذهاب أبداً، الأمور غير هناك ليست كما يتصورون".