تزامنا مع لوحة تضامنية رسمتها الرياض على الصعيدين الرسمي والشعبي لأطفال سورية، بإقامة "ثلاثاء التضامن" الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعلنت منظمة اليونيسيف عن تأسيس صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال، نظير المجهودات الإنسانية التي قام بها ولي العهد الراحل، إبان ترؤسه وإشرافه على الحملات الشعبية المناصرة للشعوب المكلومة. وفيما شهد اليوم الأول، جمع تبرعات نقدية وعينية بلغ مجموعها 50 مليون ريال سعودي، قال وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي رعى انطلاقة يوم التضامن في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، إن سورية تشهد "أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر". وفي شأن متصل، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة غير رسمية، ناقشت فيها ما يجري على الساحة السورية، بدعوة من المملكة ودانت فيها النظام السوري بانتهاك حقوق الإنسان ، ودعت إلى دخول المساعدات الإنسانية.
رسمت الرياض أمس، لوحة تضامنية، مع أطفال سورية المتضررين من الأزمة التي تشهدها بلاد الشام؛ نتيجة أعمال القتل والتهجير التي تمارسها قوات نظام الأسد بحق الشعب، وذلك بحضور العديد من الشخصيات السعودية والأجنبية، في وقت شهد حفل تدشين "ثلاثاء التضامن"، الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جمع حصيلة من التبرعات لصالح أطفال سورية وصل لنحو 50 مليون ريال وفق التقديرات الأولية. وتأتي الفعالية السعودية استمرارا للدعم الذي تقدمه المملكة في إطار الحملة الإغاثية الشعبية لنصرة الشعب السوري، التي تلقى إشرافا من قبل وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي رعى مساء أمس حفل انطلاقتها، بحضور مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وحشد من المسؤولين. وشاركت منظمة اليونيسيف إلى جانب العديد من سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى المملكة في حفل إطلاق "ثلاثاء التضامن" مع أطفال سورية، وذلك في الحفل الذي شهده مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وخلال الحفل، أعلنت منظمة اليونيسيف عن تبني المنظمة لإطلاق صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال، وذلك تقديرا لمجهودات الراحل في العمل الإغاثي والإنساني وإشرافه رحمه الله على كل الحملات التي نفذتها المملكة خلال العقود الماضية. ووصف وزير الداخلية المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية السعودية الأمير محمد بن نايف، ما تشهده سورية بأنه "أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر"، لافتا إلى أن ما تقدمه المملكة لإغاثة ونصرة السوريين يأتي وفقا لما دأبت عليه من مواقف مشرفة يحث عليها الدين الحنيف، وتستدعيها الظروف دون أي مفاضلة أو تمييز. ولفت الأمير محمد بن نايف، إلى أن ما يعانيه أطفال الشعب السوري في ظل الظروف الغاية في القسوة وآلة الحرب الظالمة، تستوجب مد يد العون والمساعدة لهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية، مؤكدا على أن الحملة ستواصل مسيرتها برعاية من القيادة الحكيمة ودعم من الشعب السعودي الكريم، فيما تعهد الأمير محمد بن نايف بتقديم الأكثر والأفضل حتى يتحقق لسورية وشعبها استقرارها وتطلعاتها. إلى ذلك، أعلن ممثل منظمة اليونيسيف في الخليج العربي الدكتور إبراهيم الرزيق، في الحفل عن إطلاق صندوق يحمل اسم ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز؛ نظير إسهاماته الإنسانية المتميزة في الساحة الدولية. وكشف الرزيق عن أرقام صادمة فيما يخص أوضاع الأطفال السوريين، فيما وصف الوضع هناك ب"المأساوي جدا"، وبالتهديد الخطر والمباشر على حياة الأطفال؛ كونهم عرضة للعنف والأمراض والتهديدات الأخرى. ولفت الرزيق إلى أن عدد الأطفال المتضررين من الحرب في سورية بلغ 4.3 ملايين داخلها، و1.3 مليون طفل في الخارج، فيما ذكر أن نحو 3 ملايين طفل سوري لا يحصلون على تعليم، منهم مليونان في الداخل السوري، مفيدا أن المأساة التي يتعرضون لها تتراوح بين انتهاك حقوق واستغلال وإساءة، فيما بين أن 200 ألف طفل سوري تحت سن الخامسة مهددون بالإصابة بسوء الإعاشة، لافتا إلى بروز ظاهرة تجنيد الأطفال والزواج المبكر وتشغيلهم بالأعمال الشاقة. وعلق ممثل منظمة اليونيسيف في الخليج العربي، الجرس إزاء الكارثة الكبرى التي تتهدد حياة أطفال سورية، في حال لم يتم الوصول إليهم وحمايتهم من العنف. وقال "وقتها قد تتحطم آمال جيل كامل". ومن المنجزات التي قامت بها اليونيسيف طبقا للرزيق تلقيح 7 ملايين طفل ضد الحصبة وشلل الأطفال، وتقديم الخدمات التعليمية لنحو 600 ألف طفل، وتقديم المياه المنزلية ل10 ملايين شخص، وإخضاع مليون طفل لبرامج الدعم النفسي والاجتماعي. وعدّ ممثل منظمة اليونسيف، أن المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة الدول الأكثر دعما للمساعدات الإنسانية في العالم، من خلال ما قدمته لدول أفريقيا والفلبين وسورية وباكستان والصومال ولبنان وفلسطين، وخلافها من الدول التي تضررت بفعل الكوارث أو بفعل البشر. من جانبه، حث مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على ضرورة التضامن والنصرة مع السوريين، واصفا إياهم بالشعب المكلوم والمظلوم الذي تسلط الأعداء عليه، وأكلوا الأخضر واليابس منهم، وفعلوا من الجرائم ما فعلوا، منبها إلى أن من أخلاق المؤمنين تضميد جراح بعضهم، مشددا على وجوب نصرة السوريين والدفاع عنهم بكل ما يسهل مهمتهم ويقضي حاجاتهم. وعدّ المفتي أن السعودية في مقدمة الدول الساعية للخير وليس لأحد منة عليها، كما أنها تجود بالخير ولا تمن به على أحد، مبينا أن من يسمع الأخبار الواردة من بلاد الشام يعتصر قلبه ألما مما يشاهد ويسمع من عمليات قتل جماعي وتدمير للبلاد، داعيا المسلمين إلى ضرورة عدم ترك الشعب السوري لتأكله السباع من كل مكان. وزير الشؤون الاجتماعية بالنيابة الدكتور عبدالله الربيعة، قال إن يوم التضامن الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جاء لكون أن فئة الأطفال أكثر المتضررين من ويلات الدمار والأخطار، ويأتي ليترجم أن هموم الأمة هي هاجس لقيادة هذه البلاد، وأن التضامن مع العالمين العربي والإسلامي منهج أصيل لا يمكن المساومة عليه. بدوره، قال رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية الدكتور ساعد العرابي الحارثي إن "البعدين العقدي والإنساني يحكمان أفعال المملكة قيادة وشعبا.. ليس فقط في الداخل ولكن حتى في الخارج.. فما حل بالأمة كارثة طبيعية أو بفعل البشر إلا وكانت المملكة حاضرة تغيث المحتاج وتساعد المنكوب انطلاقا من أخلاقها السامية وهي بذلك لا تبتغي إلا وجه الله تعالى". وأضاف "من هذا المنطلق الإنساني الذي يستهدي بالقيم والمبادئ الإسلامية كانت دعوة قيادتنا الحكيمة إلى الشعب السعودي للوقوف إلى جانب الأشقاء في سورية، فأمر خادم الحرمين الشريفين بإقامة الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، وامتدادا لعطاءات هذه الحملة تتشرف الليلة بوجودكم في هذا التجمع الإنساني.. لوحة تتجسد بها المشاعر للوقوف مع أمتنا في يوم التضامن مع الأطفال السوريين، ولقد بادر الشعب الكريم بالتفاعل مع الحملة منذ انطلاقتها". وشدد الحارثي على تعدد وتنوع أشكال الدعم الإنساني للحملة السعودية لنصرة الأشقاء في سورية على نحو يستجيب لواقع الأسرة السورية من غذاء ودواء وصحة وكساء وتعليم، مؤكدا مواصلة الحملة لجهودها لإغاثة المتضررين من بربرية نظام دمشق.