ساعات قليلة فقط فصلت بين قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى عدم استهداف مناطق المدنيين ورفع الحصار عن المدن المحاصرة، وبين قيام النظام السوري بشن حملة عسكرية شعواء على مختلف المدن، حيث سرَّع من وتيرة اعتداءاته على المدنيين وقصفهم بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية والمدفعية. ففي ريفي حلب لقي 10 أشخاص مصرعهم جراء غارات من طائرات النظام على بلدة حريتان، كما قتل 7 آخرون في قصف جوي استهدف حي المشهد بغربي المدينة، كما قتل أكثر من 15 آخرين وسقط العشرات جرحى جراء غارات بالبراميل المتفجرة. أما في ريف حماة، فقد لقي 6 من عناصر جيش النظام مصرعهم على أيدي مقاتلي المعارضة في اشتباكات وقعت عند حاجز الغربال في بلدة صوران. كما لقي 10 آخرون مصرعهم على الطريق العام شمال جسر وادي الدورات إثر استهدافهم بعبوة ناسفة من قبل قوات المعارضة، حسبما قالت المؤسسة الإعلامية بحماة. وفي نفس المنطقة، أسفرت معارك دارت بين الجانبين عن مقتل 3 جنود نظاميين في تل برام على جبهة مورك. وعلى صعيد ريف دمشق، وبالتحديد في مدينة يبرود، قالت شبكة شام إن قوات النظام شنت قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة استهدف معظم أحياء المدينة ومنطقة تلال ريما في القلمون، مشيرة إلى أن هذا القصف تزامن مع قصف صاروخي ومدفعي مستمر على المنطقة، واشتباكات على معظم المحاور المحيطة بمدينة يبرود. وأضافت الشبكة أن طفلين قتلا، وأصيب أكثر من 20 آخرين في بلدة المليحة بريف دمشق جراء القصف المدفعي العنيف على البلدة. وأفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت بالهاون أطراف قرية حوش عرب، كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مدينة عدرا بريف دمشق، وحي جوبر بالعاصمة. وفي مدينة حمص المحاصرة منذ شهور، تعرضت بلدة الدار الكبيرة إلى قصف مدفعي قامت به قوات النظام، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. وفي قصف مماثل تعرضت له قرية الزارة براجمات الصواريخ، لقي اثنان مصرعهما وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة. كما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حي الوعر بحمص تعرض لقصف عنيف بقذائف الهاون، مع إطلاق رصاص من قناصة النظام المنتشرين حول الحي على المدنيين. أما مدينة درعا وريفها، فقد كانت مسرحاً لقصف بالبراميل المتفجرة نفذته مروحيات النظام على بلدات المسيفرة، ومدينة طفس، وبلدة أم المياذن، والنعيمة، والحراك، وعتمان، وصيدا، كما استهدفت قوات النظام الحي الجنوبي في مدينة دوى بالرشاشات الثقيلة. في هذه الأثناء توعدت حركة أحرار الشام بالانتقام لمقتل أحد قادتها البارزين "أبو خالد السوري" في تفجير انتحاري استهدف أحد مقارها في مدينة حلب. واتهمت حركة أحرار الشام "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" بالمسؤولية عن التفجير. وقال زعيم حركة أحرار الشام حسان عبود إن تنظيم "داعش" ليس فاعلاً في مقاتلة النظام السوري، ورغم ذلك فإنه يسعى إلى الانفراد بالساحة السورية وينظر إلى الآخرين على أنهم جماعات دخيلة يجب استئصالها وإزالتها.