أكد الوكيل الشرعي ومحامي "سجين بريمان" الدكتور محمد درويش سلامة أنه تقدم أمس بدعوى لدى ديوان المظالم ضد المديرية العامة للسجون، معترضا على إيداع موكله عبده الحارثي في سجن بريمان لتنفيذ حكم الحبس لمدة عام على الرغم من معاناته مرضا نفسيا، مما جعله عرضة للتعذيب والإهانة على أيدي بعض النزلاء في السجن. وكان المتهمون بتعذيب السجين قد أنكروا الواقعة، على الرغم من عرض مقطع فيديو يوثق الحادثة بالصوت والصورة، وذلك أمام القاضي في المحكمة الجزئية بجدة الشيخ مازن سندي. وبدأت المحكمة النظر في القضية قبل أسبوع، بعد أن أقامت هيئة التحقيق والادعاء العام دعوى ضد سبعة من سجناء "بريمان" متهمين بتعذيب السجين الحارثي. واستدعت المحكمة الجزئية نزلاء السجن الذين ظهروا في مقطعي فيديو يوضحان حالة الاعتداء، وأطلعتهم عليهما في جلسة حضرها المدعي العام والمشتكي. من جهته، أكد محامي المجني عليه الدكتور محمد درويش سلامة ل"الوطن" أن موكله السجين عبده الحارثي قد تعرض للإساءة النفسية والجسدية على أيدي زملائه السبعة، وقد أنكر المتهمون الواقعة أمام ناظر القضية، على الرغم من عرض مقطع فيديو التعذيب للسجين أمامهم. وأضاف سلامة أنه يطالب بحق موكله والحصول على الحق الخاص خلافا للحق العام الذي ستحكم به المحكمة بما تراه مناسبا. وقال محامي السجين المعذب إنه تم تأجيل القضية بسبب إنكار السجناء للواقعة، كما أمر القاضي بإحضار شهود من المدعي وإثبات البينة، وتحديد موعد آخر للنظر في القضية. واستغرب سلامة سجن موكله على الرغم من مرضه النفسي الذي جعله عرضة لأن يقدم بعض الأشخاص في السجن على تقييده بحبل من يده ورجله وتعليقه بسقف العنبر، ناهيك عن ضربه والاستهزاء به دون رحمة وتصويره، لافتا إلى أن موكله عبده الحارثي طالب بالتعويض بمبلغ خمسة ملايين ريال عن الأضرار المعنوية والأدبية التي أصابته من جراء فعل وعنف المدعى عليهم، حيث تنص الفقرة الأولى من المادة 35 من نظام الإجراءات الجزائية على أنه "يجب أن يعامل الموقوف بما يحفظ كرامته، ولا يجوز إيذاؤه جسديا أو معنويا، ويجب إخباره بأسباب توقيفه، ويكون له الحق في الاتصال بمن يرى إبلاغه". من جهته، قال شقيق المجني عليه أحمد الحارثي إن المحكمة نظرت في جلستين متتابعتين وقائع القضية وبحضور المتهمين السبعة الذين استدعتهم المحكمة، وهم ثلاثة مواطنين وأربعة أجانب، ومن الواضح أنهم تكالبوا واتحدوا ضد شقيقه وأنكروا الواقعة في الوقت الذي توضح مقاطع الفيديو التي وثقت الواقعة صورهم وأصواتهم. وأضاف أن شقيقه يعاني مرضا نفسيا ويعاني من الذهان واللاوعي، وتم تنويمه في مستشفى الأمل للعلاج، وسبق أن راجع مستشفى الصحة النفسية لعدة مرات، مشيرا إلى أن العائلة تواصلت مع حقوق الإنسان التي بدورها طالبت إدارة السجن بالتحقيق في الحادثة. يذكر أن "الوطن" قد انفردت بنشر واقعة تعذيب السجين داخل أحد العنابر في السجن بعد تصوير الواقعة في مقطعي فيديو حصلت عليهما الصحيفة، حيث وجه الادعاء إلى المتهمين تهمة التعذيب والضرب.