تعقد مجموعة العشرين حاليا في سيدني أول اجتماع لها هذا العام؛ بحضور وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور المبارك، فيما تشارك للمرة الأولى الرئيسة الجديدة للاحتياطي الفيدرالي الأميركي جانيت يلين. ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في دول المجموعة؛ في وقت تعاني الدول الناشئة من الانعكاسات الجانبية لوقف البنك المركزي الأميركي برنامج الدعم للاقتصاد. وبعد إنذار أول صيف 2013، عادت عملات العديد من الدول الناشئة إلى التراجع في الأسابيع الأخيرة، من الأرجنتين إلى روسيا؛ مرورا بأفريقيا الجنوبية وتركيا. ويعزى التراجع إلى خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عملياته الشهرية لشراء أصول والترقب الناتج عن زيادة معدلات الفائدة الأميركية، ما يحض المستثمرين على إخراج رساميلهم من الدول الناشئة لتوظيفها في الولاياتالمتحدة. كما أن الشكوك حول متانة هذه الاقتصادات الناشئة وهيئاتها السياسية تقف خلف هذا الانحسار في الرساميل؛ غير أن "الاحتياطي الفيدرالي" المكلف في المقام الأول بالسهر على الاقتصاد الأميركي، يتهم أحيانا بقلة الاكتراث حيال الأضرار الجانبية الناتجة عن سياسته. ويرفض وزير المال الأسترالي جو هوكي الذي يستضيف اجتماع "العشرين" الاكتفاء ب"كلام فارغ"، ويرى أن من "المهم جدا" اتفاق وزراء المال وحكام المصارف المركزية على أهداف للنمو تفوق التوقعات الحالية، لكنه أضاف "إننا لن نتجاهل زعزعة الاستقرار أخيرا في أسواق المال الدولية، وخصوصا انعكاسها على اقتصادات هذه الدول الناشئة".وتناسب تلك الأجندة الولاياتالمتحدة، التي ستدعو إلى "تشجيع النمو"؛ بحسب مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية توقع أن تشكل التقلبات "الكبيرة" في عملات عدد من الدول الناشئة "أحد محاور البحث الرئيسية" في الاجتماع، إلا أنه ينسبها بصورة خاصة إلى عوامل داخلية خاصة بهذه البلدان. وكانت جانيت يلين اكتفت بالقول بهذا الصدد بعيد تولي مهامها في منتصف فبراير الجاري إن التقلبات "لا تطرح في المرحلة الراهنة خطرا جوهريا على الآفاق الاقتصادية الأميركية". وذكر الخبير الاقتصادي في مركز الأبحاث "أميركيان بروغرس أكشن فاند" آدم هيرش أنه بالرغم من "إقرار محافظة الاحتياطي الفيدرالي بصعوبات الدول الناشئة "فهي تبدو وكأنها تقول "هذه ليست مشكلتي"، وهو أمر "لن تقبل به الدول النامية أعضاء مجموعة العشرين"، على حد اعتباره. ورأى حاكم البنك المركزي الهندي راغورام راجان في نهاية يناير الماضي أنه "يجدر بالولاياتالمتحدة الاهتمام بتأثيرات سياساتها على باقي العالم. نود العيش في عالم تأخذ الدول بانعكاسات سياساتها على الدول الاخرى؛ بدل أن تفعل فقط ما يناسبها هي نفسها".