ثمن مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار صدور قرار مجلس الوزراء أخيرا بالموافقة على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، وقرار "دعم الهيئة العامة للسياحة والآثار مالياً وإدارياً للقيام بالمهام الموكلة إليها نظاماً". وأكد المجلس على أن هذين القرارين جاءا تأكيداً لعناية الدولة بالتنمية السياحية الوطنية، وتعزيز مكانة التراث الوطني باعتباره ثروة وطنية مهمة، مبيناً أن تتابع قرارات الدولة الداعمة للسياحة والتراث الوطني يُعد مؤشراً مهماً على اهتمام الدولة بهذه المسارات الاقتصادية، وذات العلاقة بالتراث الوطني. وبيّن سمو رئيس المجلس أن "مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة" يُعد أحد المبادرات الرائدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في دعم التراث والتاريخ الوطني، وأن القرار تتويج للجهود التي بُذلت لإحداث نقلة نوعية في مسار الاهتمام بالتراث الوطني وتطويره، وجعله جزءاً من حياة المواطنين. جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الهيئة الرابع والثلاثين، في مقر الهيئة بالرياض أمس، الذي رأسه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وقدّر المجلس استقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الخميس الماضي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة الهيئة عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، حيث اطَّلع سموه على عرض عن "مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري". وأطلع رئيس المجلس، الأعضاء على ما تفضل به سمو ولي العهد - حفظه الله - من توجيهات وآراء بشأن "مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري" بشكل خاص، حيث أكد سموه - حفظه الله - أهمية هذا المشروع الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين ويجسد عنايته - أيده الله - واهتمامه بالتراث والتاريخ الوطني، مؤكداً خلال اللقاء أن الآثار تشكل جزءاً رئيساً من تاريخ البلاد وانعكاساً لحضاراتها، وأن الدول المتقدمة تعتني بآثارها وتراثها وتحرص على حمايتها. كما نوه سموه بالآثار التي تزخر بها المملكة في جميع المناطق، وأنها ثروة كبيرة وجزء مهم من تاريخ المملكة العريق، إضافة إلى دورها المهم في تشجيع السياحة الداخلية، وهي أمور تتطلب زيادة اهتمام المواطنين بتراثهم الحضاري وإسهامهم في المحافظة عليه، وتتطلب كذلك من الجميع مضاعفة الجهود للتسريع بمشاريع تهيئته وعرضه للزوار، فالمملكة تمتلك بفضل الله جميع الإمكانات لتقديم الوطن للأجيال القادمة، لتشكل تاريخا معاشا يستلهم منه المواطن تاريخ ملحمة الوحدة الوطنية، وإضافة بعد حضاري مهم للأبعاد التي شكلت شخصية البلاد والأسس التي قامت عليها. واطلع المجلس على تقرير حول المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية، والبحث العلمي، وتأهيل المواقع وتهيئتها، وبث الوعي بأهمية التراث، وضرورة المحافظة عليه، كما اطلع على ما يتضمنه المشروع من مشاريع أخرى تركزت في مسارات العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وتأهيل قصور الملك عبدالعزيز ومباني الدولة التاريخية، والمحافظة على التراث العمراني وتنميته، وتنمية القرى والبلدات التراثية، وتسجيل وحماية الآثار، والبحث والتنقيب الأثري، وتهيئة المواقع الأثرية والطرق التاريخية، وإنشاء وتطوير وتشغيل المتاحف، وتنمية الحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني لدى المواطنين وفي العملية التعليمية والثقافية الوطنية، وتطوير الكوادر البشرية للعمل في مجالات التراث الحضاري من متاحف ومواقع ومراكز زوار وغيرها. وأفاد رئيس مجلس الأعضاء بأن الهيئة تعمل حالياً على إعادة هيكلة أجهزتها التنفيذية لمواكبة متطلبات تنفيذ قرارات الدولة التي صدرت مؤخراً، التي توجت بقرار مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، وقرار دعم الهيئة مالياً وإدارياً للقيام بمهامها الموكلة إليها، وكذلك توصيات "تقرير السياحة الداخلية خيار استراتيجي لتوفير فرص العمل للمواطنين". وقدّر المجلس لرئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وضع حجر الأساس لجناح "واحة السياحة والتراث" التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر المهرجان الأربعاء الماضي، كأحد المشاركات المميزة في المهرجان بما يتميز به من تجهيزات تقنية متطورة تمكن الزائر من أن يعيش في هذا الجناح تجربة تراثه الوطني وبعده الحضاري، مقدراً مشاركة شركة الاتصالات السعودية ومجموعة الطيار للسياحة والسفر في إقامة الجناح. وأشاد المجلس بالدور الكبير للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في الحفاظ على التراث الوطني والحرف اليدوية السعودية، وما يحققه من نجاح مستمر برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، منذ أن كان فكرة حتى أصبح اليوم أكبر تظاهرة وطنية للتراث والثقافة في المنطقة. كما أشاد المجلس بالنجاح الذي حققه ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث، الذي نظمته الهيئة في المدينةالمنورة خلال الفترة من 5 إلى 9/ 2/ 1435، وما شهده من تفاعل من الشركاء والجهات والمسؤولين والمجتمعات المحلية في المنطقة، وما أطلق خلاله من مبادرات وافتتح من مشاريع في كل من المدينةالمنورة والعلا وينبع، مؤكداً أن الملتقى أصبح مناسبة سنوية تنتظرها مناطق المملكة للاحتفاء بالتراث العمراني، وحشد الجهود للتوعية به ودعم مشاريعه وبرامجه. كما عبَّر المجلس عن تقديره لأمير منطقة عسير فيصل بن خالد، لاستضافة المنطقة ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع المقرر العام القادم في منطقة عسير خلال الفترة من (9 - 12 صفر 1435. وأشاد المجلس بمهرجان جدة التاريخية الذي نُظم خلال الفترة من الخميس 15 - 24 ربيع الأول 1435، وما حققه من نجاح وإقبال كبير من المواطنين، وما شهده من مبادرات من أمانة مدينة جدة، وقطاع الأعمال والملاك، مثمنا الجهود المبذولة من محافظ جدة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الأمير مشعل بن ماجد، في تنظيم الفعاليات التي تعد خطوة أولى نحو استعادة مكانة المنطقة التاريخية، وإعادة قلب جدة إلى قلوب الناس، كما ثمن المجلس رعاية أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله، لانطلاقة المهرجان كأول فعالية عامة يرعاها إثر تعيينه أميرا للمنطقة.