أعادت قرية الباحة التراثية (حرفة البناء) القديمة بطريقة جديدة تحاكي الحاضر. ومع ارتفاع أصوات الأهازيج التي يطلقها البناؤون تفاعل زوار القرية، في حين وقف محمد سالم عبدالله (60 عاما) قائلا: عملت في هذه الحرفة منذ عشرات السنوات لبناء البيوت في منطقة الباحة قديما، وحرفة البناء تعتمد على مجموعة من الحجارة، منها ما يسمى المتين أو ظهر لإنشاء الغرفة. ونستخدم أيضا حجارة "اللزة"، وهي الحجارة الصغيرة التي تكون حشواً داخل الحجارة الكبيرة، وبعد رصها، ننشئ سقف الغرفة بالخشب لتغطيتها، وهي عبارة عن مجموعة من الأخشاب تقص بطريقة معينة طويلة حتى تربط بين أركان الغرفة جميعاً. ثم نستخدم نباتات صغيرة تفرش على الخشب لتغطية السقف بالكامل، بعدها نضع طينا عليها ليتماسك السقف ويكون قادرا على مواجهة الأمطار والهواء والشمس، وفي كل ذلك ننشد الأهازيج، ومنها: "أربعة شالو الجمل والجمل ما شالهم". ويستخدم البنَّاء أشجار العرعر في الأبواب والشبابيك، لأنه أسهل في تغييرها وتحويلها إلى وسائل أخرى، كما تستخدم حجارة (المرو) البيضاء على أبواب وشبابيك المنزل حتى تكون علامة فارقة بلونها. على صعيد آخر زار السفير الكوبي لدى المملكة خوسيه إنريكي رودريجيز قرية الباحة التراثية بالجنادرية، واستمع إلى شرح من مسؤول القرية محمد غرم الله لافي عن أجنحة القرى وما ضمته من حرف ومشغولات تحكي تراث الباحة. وأبدى السفير إعجابه بتفاصيل فن البناء وما يقدمه الحرفيون وما يضيفونه للقرية التراثية، إضافة إلى إعجابه بالعرضة الجنوبية التي قدمتها فرقة الباحة للفنون الشعبية، واصفاً إياها بأنها تصل إلى القلب بإيقاعاتها السريعة والأزياء الجميلة، مؤكداً أن هذه الفنون تحافظ على القيم الجمالية.