استنفرت السلطات اليمنية جهودها في محاولة للسيطرة على تداعيات فرار 29 سجينا بينهم 19 من عناصر تنظيم القاعدة من السجن المركزي بصنعاء أول من أمس بعد عملية هجوم جريئة أسفرت عن تفجير سور السجن واقتحامه وسقوط 8 قتلى من الجنود، فضلا عن مقتل مدنيين وإصابة جنديين بجروح. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن مجموعة إرهابية هاجمت مقر السجن المركزي بصنعاء في مسعى لتهريب سجناء، مستخدمة سيارة مفخخة وقذائف صاروخية، مشيرة إلى اشتباكات تلت التفجيرات بين الجنود وأفراد المجموعة المسلحة قبل أن تصد وحدات من قوات الجيش الهجوم، وترغم المهاجمين على الفرار. وأفادت الوزارة في بيان، أن المجموعة الإرهابية فجرت السيارة المفخخة في الجهة الغربية من سور السجن قبالة مبنى رئاسة مصلحة السجون، مما أدى إلى إحداث فتحة قطرها نحو 5 أمتار في جدار السجن واستشهاد حراسة بوابة رئاسة المصلحة، ثم قاموا بإطلاق عدة قذائف (آر. بي. جي) وإطلاق النار من عدة أماكن على أفراد حراسة السجن المركزي. وقالت إن حراس السجن اشتبكوا مع تلك العناصر الإرهابية المسلحة سواء التي انتشرت في المنطقة المحيطة بالسجن من عدة اتجاهات أو التي سعت إلى استغلال الفتحة التي أحدثها انفجار السيارة المفخخة في سور السجن للتسلل إلى داخل عنابر السجن بقصد تهريب السجناء، كما قامت بتطويق المنازل المشتبه بإطلاق الرصاص من فوق سطوحها. ولفتت إلى أن الهجوم أحدث حالة إرتباك لدى حراس السجن التي انشغلت في التصدي للعناصر المهاجمة، ما مكن 29 سجينا من المدانين في قضايا إرهابية وجنائية مختلفة من الفرار عبر الفتحة التي أحدثها انفجار السيارة المفخخة في سور السجن. ونشرت صنعاء أسماء وهويات وصور السجناء الفارين، وطالبت الموطنين بالإبلاغ عن أي من الفارين لإعادته إلى السجن، فيما أكدت الداخلية أنها شكلت لجنة للتحقيق في ملابسات فرار هؤلاء السجناء، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن بدأت عمليات تعقب للفارين تمهيدا لضبطهم. وزار وزير الداخلية عبدالقادر قحطان، مبنى السجن المركزي بعد أقل من ساعة من وقوع الهجوم، وتعهد الوزير بملاحقة منفذي عملية الهجوم على السجن وإعادة الفارين إلى السجن. ويوجد في السجن المركزي عدد من المتهمين في حادثة جامع الرئاسة، الذي استهدف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى عدد من عناصر القاعدة، بينهم متهمون بمحاولة التخطيط لاغتيال الرئيس عبدربه منصور هادي. يذكر أن قوات الأمن كانت قد أحبطت في أكتوبر الماضي محاولة فرار حوالي 300 سجين من تنظيم القاعدة كانوا تمردوا بسجن آخر في صنعاء، وأصيب عدد من الحراس والمعتقلين لكن لم يسجل مقتل أي شخص.