ارتفع عدد قتلى عملية «الهروب العنيف» التي نفذها مسلحو تنظيم «القاعدة» على السجن المركزي في صنعاء إلى 10 أشخاص معظمهم من الحراس. وكشفت السلطات عن فرار 29 سجيناً تنتمي غالبيتهم إلى التنظيم، من بينهم عناصر إرهابية خطرة ومحكومون بالإعدام، إلى جانب ثلاثة مدانين بالتخطيط لاغتيال الرئيس عبدربه منصور هادي وشخصيات ديبلوماسية وعسكرية. وذُكر أن الفارين تخفّوا بألبسة عسكرية كانت أدخلت إلى السجن مسبقاً بتواطؤ من مسؤولين فيه أو من حراسه. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن نحو 15 مسلحاً يرتدون الزي العسكري اشتركوا في الهجوم المزدوج على مبنى السجن شمال العاصمة مساء الخميس بعدما فجروا سيارة مفخخة في جدار السور الغربي للسجن وأعقبوها باشتباك مع الحرس مستخدمين الأسلحة الخفيفة وقذائف ال «آ ربي جي»، فيما تمكن 29 سجيناً من الفرار عبر الفتحة التي أحدثها الانفجار في الجدار إلى مكان مجهول بمعية منفذي العملية. وقالت وزارة الداخلية في بيان لاحق تضمن أسماء الفارين، إن حراس السجن «تمكنوا من التصدي للهجوم وأجبروا المسلحين على الفرار». وأوضحت أن «المجموعة الإرهابية فجّرت السيارة المفخخة في الجهة الغربية من سور السجن قبالة مبنى رئاسة مصلحة السجون، ما أدى إلى إحداث فتحة قطرها نحو خمسة أمتار في الجدران واستشهاد حراسة بوابة رئاسة المصلحة ثم أطلق الإرهابيون قذائف «آر بي جي» والنار من أماكن عدة». وألقى بيان الداخلية اللائمة في فرار السجناء على «حالة الارتباك التي حدثت لدى انشغال حراسة السجن في التصدي للعناصر الإرهابية». لكن مصادر أمنية أكدت ل «الحياة» أن العملية تم التخطيط لها بعناية فائقة في ظل وجود تقصير كبير في توفير الحماية اللازمة حول محيط السجن، كما رجحت «وجود تواطؤ أمني من الداخل بخاصة مع الأنباء التي تحدثت عن ارتداء السجناء الفارين ملابس عسكرية». وكان زعيم تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، توعد قبل شهور في بيان لمناسبة عيد الفطر بإطلاق سراح معتقلي التنظيم لدى السلطات، في حين جاءت عملية فرارهم هذه المرة غير متوقعة بهذه الطريقة، إذ سبق للعناصر تنفيذ عمليات فرار من السجون اليمنية أكثر من مرة عبر حفر أنفاق وليس بواسطة هجوم منسق. وكانت وزارة الداخلية قالت إن الفارين من «القاعدة» 19، لكن مصادر قضائية أبلغت «الحياة» أن بينهم ثلاثة أشخاص أدينوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ضمن خلية من تسعة أشخاص بالتخطيط لاغتيال الرئيس اليمني وسفراء وقادة عسكريين، وحكم عليهم مع بقية أعضاء الخلية المطلوبين بالسجن من سنتين إلى 10 سنوات، وهم علاء الدين عارف محمد الإدريسي، ومحمد سلمان محمد الجعمي وعبدالرحمن مهيوب عبدالله الشرعبي. ومن ضمن الفارين اثنان محكوم عليهما بالإعدام أدينا في 2010 بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في مأربوحضرموت أدت إلى مقتل عدد من الجنود ومسؤولي الاستخبارات، إلى جانب ثالث آخر من أخطر العناصر في التنظيم وخبير متفجرات حكم عليه بالإعدام في تشرين الأول 2010 ويدعى صالح عبدالحبيب الشاوش المكنى ب «سالم الحضرمي». وكان «الشاوش» أقر أثناء المحاكمة بمشاركته في سبع عمليات استهدفت نقاطاً عسكرية في حضرموت ومهاجمة معسكر للأمن في سيئون بشاحنة محملة بطنين ونصف الطن من المتفجرات ومهاجمة مصافي النفط بصافر في مأرب بثلاثة صواريخ «كاتيوشا»، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. يُشار الى أن الوحيشي، وهو مساعد سابق لأسامة بن لادن، تمكن من الفرار و22 من رفاقه من سجن الاستخبارات في صنعاء في شباط (فبراير) 2006 عبر نفق طوله 55 متراً، وفي كانون الأول (ديسمبر) 2011 فر 16 سجيناً من أعضاء التنظيم بطريقة مماثلة من سجن المنصورة في عدن، كما فر في حزيران (يونيو) من العام نفسه أكثر من 60 عنصراً من سجن المكلا بعدما حفروا نفقاً طوله 35 متراً.