اتهم مواطن مستشفيين حكوميين بالتسبب في وفاة زوجته الثلاثينية بنقل دم ملوث إليها، مطالبا في شكوى تقدم بها إلى "الوطن" أمس بفتح التحقيق في القضية ومحاسبة المقصرين. وقال المواطن فريخ معيض القحطاني (70 عاما): شعرت زوجتي، وهي أم لستة أطفال، بالألم قبل 11 يوما، فنقلتها إلى مستشفى ظهران الجنوب العام، حيث نقلوا إليها دما ملوثا، واعترفوا بذلك في حديثهم لي، فطالبت بتحويلها إلى مستشفى عسير المركزي، لكنهم رفضوا ولم أجد من يستجيب لي حتى إدارة المستشفى رفضت مقابلتي. وأضاف أن زوجته نومت في المستشفى لخمسة أيام، وكانت حالتها تسوء يوما بعد آخر، حتى قدم ابنه الأكبر الذي ساعده في نقلها إلى مستشفى الملك خالد بنجران، ومكثت فيه لمدة يومين ولكن حالتها ساءت بشكل كبير، مما دفع العائلة إلى محاولة نقلها إلى مستشفى متخصص في الرياض أو جدة إلا أن المريضة توفيت قبل إتمام ذلك. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير ل"الوطن" أمس، أن المريضة أحضرت إلى مستشفى ظهران الجنوب في 27/ 3/ 1435 وكانت تعاني من حمى وإسهال مع نزيف مهبلي صاحب ذلك استفراغ، وبالكشف على حالتها اتضح ارتفاع درجة حرارتها إلى 38.9 درجة ونسبة النبض 146، وبعد عمل موجات صوتية اتضح وجود كيس حمل داخل الرحم بأربعة أسابيع بدون جنين وبعد التأكد وجد أن عنق الرحم مغلق ويوجد نزيف بسيط، حيث أعطيت محاليل وريدية ومضادات حيوية وخافضا للحرارة. وفي صباح اليوم الثاني أظهرت تحاليل الهيموجلوبين أن نسبته 11 جم مع ارتفاع نسبة اليوريا، حيث تم تحويل المريضة إلى قسم النساء والولادة ومتابعة حالتها من قبل الأخصائية، وتمت مواصلة إعطائها المضادات الحيوية والمحاليل الوريدية إلا أن درجة الحرارة لم تنخفض مع حدوث ارتفاع في الصفيحات بنسبة 30/ 30، ومن ثم نقلت المريضة إلى العناية المركزة لتسارع الضغط والتنفس وعملت لها أشعة للصدر وأعطيت وحدتين من الصفائح الدموية من مستشفى عسير المركزي. وبين النقير أنه تمت مخاطبة مستشفى الملك خالد بنجران لقبول الحالة، حيث حولت المريضة في 1/ 4/ 1435 وهي بكامل وعيها في سيارة إسعاف وأدخلت لمستشفى الملك خالد وحالتها العامة مستقرة. إلى ذلك، رد المتحدث باسم الشؤون الصحية بنجران محسن الربيعان على خطاب "الوطن" أمس بأن: المريضة قبل تحويلها إلى مستشفى الملك خالد كانت تعالج لمدة أسبوع في مستشفى الظهران بسبب تجرثم دم شديد وحالة حمل (الأسبوع الرابع)، مع نزيف مهبلي بسيط توقف قبل تحويلها إلينا بأربعة أيام. وأضاف أنها نقلت للعلاج في قسم الباطنية لعلاجها من تجرثم الدم الذي أصابها. وأضاف الربيعان أن حالة المريضة كانت تستدعي التدخل جراحيا وتم إسعاف المريضة بالسوائل الوريدية والشوارد وتصحيح فقر الدم لديها لعدة ساعات قبل إجراء الجراحة. ومن ثم نقلت إلى غرفة العمليات، حيث تبين أثناء العملية وجود تجمع سوائل في البطن لونها عكر وأما الرحم وملحقاته فكانت طبيعية (ولا وجود لجنين فيها)، وعليه تم توسيع العملية لاستكشاف البطن بالكامل وتبين وجود احتقان وتوسع في أوردة جدار البطن الأمامي (دوران وريدي جانبي)، مع ضخامة الطحال (حوالي أربع مرات أكثر من الحجم الطبيعي) مع وجود ضمور كبدي، وأما المرارة فكانت سليمة وغير سميكة الجدار وتحتوي على حصوة واحدة تتحرك بحرية. وأكد الربيعان أنه خلال العملية تم الكشف على جميع أحشاء البطن الداخلية، وبناء عليه تم تشخيص الحالة على أنها "التهاب بروتون بدني" بسبب ارتفاع ضغط وريد الباب وأخذت عينات من سائل البطن للفحص الجرثومي والخلوي. وشخصت حالة المريضة بعد العمل الجراحي على أنها "صدمة جرثومية"، والتهاب بريتوني بدني وارتفاع ضغط الوريد البابي. ومن ثم نقلت المريضة إلى قسم العناية المركزة وخضعت لعلاج مكثف، وتم علاج نقص صفيحات الدم وفقر الدم بالطرق المناسبة، وشارك أطباء الجهاز الهضمي والباطنية والقلب كل بدوره في علاجها، وعلى الرغم من كل الجهود، إلا أن حالتها ساءت تدريجيا وانتهى الأمر بوفاتها.