تتفاوت أحوال المبتعثين والمبتعثات في بلاد الغرب أو الشرق ما بين مخفق وناجح، ومتقدم ومتعثر على مقادير مختلفة. هذه التباينات لا تعتمد على عامل واحد، بل عوامل عديدة يتقدمها اختلاف العادات والتقاليد، ولعلي في هذه المقالة أركز على هذا العامل المهم. لتجاوز عقبة العادات، فإن الطالب يستطيع تعلم تقاليد القوم عن طريق القراءة، والرؤية، أو الاستماع، وطرق الاطلاع متعددة، من أهمها – على سبيل المثال لا الحصر - قراءة القصص الواقعية التي تصور حياتهم، أو الكتب التي تتحدث عن أساليبهم الاجتماعية في الاستقبال، والتحية، وآداب السؤال والانصراف، وغيرها من الأساليب التي تختلف باختلاف الزمان والمكان. من الأمور الجيدة في ذلك قراءة بعض المصادر التي تحكي تاريخ البلد الثقافي والاجتماعي، وأحياناً السياسي، حيث يساعد ذلك الطالب في فهم كثير من مقاصد المناسبات والأعياد عندهم، بالإضافة إلى معرفة أسباب اختيار أساليبهم الاجتماعية المختلفة عن الآخرين. عالم المرئيات لم يترك لنا مجالاً للانغلاق على أنفسنا، أو تجاهل ما عند الآخرين. فبمتابعة التلفاز أو مقاطع الفيديو المنتشرة في الإنترنت يستطيع الطالب أن يحيط بما لم يحط به من قبله، ويطلع بكل سهولة على أشياء كثيرة من العادات والأساليب المعيشية في أي بلد كان. يجدر التنبيه هنا أن كثيرا من الأفلام والمسلسلات لا تعكس حقيقة الواقع، ولذلك على الطالب أن يؤكد المعلومة أو ينفها من خلال المصادر الأخرى المساندة كالبحث، وسؤال الآخرين ممن كانت لهم تجربة سابقة.