على الرغم من إقامة نهائي كأس ولي العهد بين فريقي النصر والهلال في مدينة الرياض أمس، إلا أن الجماهير الرياضية في جدة غادرت منازلها مبكراً ليس للذهاب إلى درة الملاعب، ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة، وإنما من أجل حجز مواقعها في المقاهي والمتنزهات العامة التي تنشط الحركة فيها في مثل هذه المباريات الكبيرة. وفرضت عدد من المقاهي حداً أدنى لطلبات الفرد لا يقل عن 50 ريالا لتحصيل عوائد مالية كبيرة من هذه الأحداث السنوية، فيما عبرت جماهير الناديين عن ميولها بوضع شعارات أنديتها على جلساتها في إشارة تحد لإنصار النادي الآخر، كما علت الهتافات مع كل هجمة لأي من الفريقين، ما لوّن ليل "عروس البحر الأحمر" بصخب جميل وخاص. في المقابل، لم تكن متابعة المباراة النهائية لكأس ولي العهد بالنسبة لجمهور الاتحاد مجرد مشاهدة فقط، ومعرفة هوية البطل بين النصر والهلال من منطلق المثل العربي هذه مباراة "لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، حيث حمل اللقاء لهم كثيراً من المشاعر، عندما شاهدوا اثنين من أساطير فريقهم يتواجهان في الملعب لكي يدافعا عن ألوان طرفي النهائي. وجذبت المباراة جماهير العميد تحديدا، فانقسمت بين تشجيع الفريقين، حيث شجع البعض منها النصر مساندة لقائد الاتحاد السابق محمد نور أكثر لاعب في تاريخ الاتحاد حملا للألقاب، بينما شجع البعض الآخر الهلال مؤازرة للاعب سعود كريري الذي خلف نور لفترة محدودة في قيادة الفريق الاتحادي، ويحمل كثيرا من الإنجازات التي كان حاضرا فيها مع النادي. المشجع الاتحادي فؤاد مفتي أكد أنه لا يهتم كثيرا بمن ينال اللقب، وقال "يهمني أن أرى من سيفرح نور أو كريري بأولى بطولاتهما خارج العميد".