تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال حفل أقيم أمس بمناسبة اختتام الحوار الوطني، بالعمل بسرعة على صياغة دستور جديد وتحويل البلد الذي تعصف به أعمال العنف إلى دولة اتحادية. وحضر حفل الاختتام الذي عقد بالقصر الجمهوري بصنعاء، الرئيس هادي والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ورئيس المجلس الوزاري الخليجي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، وعدد من ممثلي الحكومات في الوطن العربي والعالم، وكبار قيادة الدولة اليمنية. وقال هادي خلال حفل بث وقائعه التلفزيون الرسمي: "سنعمل في أقرب وقت لبعث لجنة الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية، وتشكيل لجنة صياغة الدستور". وأشاد هادي ب"نجاح" الحوار الوطني الذي أسفر عن اتفاق حول ضرورة إقامة قانون أساسي جديد ودولة فدرالية، معدا أنه يشكل "علامة فارقة في حياة الشعب اليمني". وأوضح في هذا السياق "اختتمنا بنجاح منقطع النظير الحوار الوطني وتمكنا من التغلب على كافة الصعوبات". وتابع "لقد استغرق الأمر 10 أشهر بدلا من ستة أشهر"، مؤكدا أن "كل الناس قدمت تنازلات مؤلمة، والحصيلة هي لا غالب أو مغلوب ولا ظالم أو مظلوم". وشارك في الحوار الذي انطلق في مارس 2013 جميع ألوان الطيف السياسي في اليمن باستثناء الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، وذلك للتفاهم على خارطة طريق تمنح البلد مؤسسات فاعلة. يذكر أن الحوار الوطني برعاية الأممالمتحدة والدول الخليجية كان أبرز نقاط الاتفاق الذي سمح لهادي مطلع 2013 بخلافة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتلحظ الوثيقة النهائية التي أقرها الحوار الوطني، إقرار دستور جديد في مهلة سنة من طريق الاستفتاء وتحول اليمن إلى دولة فدرالية، حيث تتمتع الأقاليم بحكم ذاتي. ويتعين على لجنة الأقاليم اتخاذ قرار حول تشكيل إقليمين كبيرين في الجنوب والشمال أو 6 أقاليم، أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، أو اعتماد اقتراحات أخرى. ولم يخف الرئيس هادي المصاعب التي ستظهر في بلد تركيبته قبلية وحيث "تبث القاعدة الرعب في صفوف المواطنين إلى درجة تأثر الاقتصاد بذلك، في حين لا يزال الفساد مستشريا" بحسب قوله. وتدارك "لكننا كيمنيين ليست لدينا خيارات أخرى إلا ترك معاول الهدم والبدء في ورشة إعادة الإعمار". من جانبه، قال الزياني، إن دول مجلس التعاون الخليجي، بادرت خلال العامين الماضيين استشعارًا من قادتها بأهمية تعزيز استقرار اليمن، إلى تقديم كافة أوجه الدعم، التي شملت تقديم المنح المالية لتمويل المشاريع التنموية.. مؤكداً استعداد دول المجلس لمواصلة رعاية مسار العملية السياسية والعمل ضمن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، من أجل تعزيز روح الوفاق الوطني بين مختلف المكونات اليمنية، ومساندة جهود الإصلاح السياسي التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي. وجدد الشيخ صباح الصباح، التزام دول المجلس الكامل تجاه مسار العملية السياسية في اليمن. وقال إن دول مجلس التعاون ملتزمة بتقديم كافة أوجه الدعم لإنجاح العملية السياسية، ووقوفها ومساندتها للشعب اليمني الشقيق، انطلاقاً من إدراكها أن أمن واستقرار اليمن، جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول المجلس والمنطقة. من جهته، قال جمال بنعمر، إن على اليمنيين أن يفاخروا بنجاح عملهم. وأضاف أن "الحوار لم يكن نزهة إنما مسيرة شاقة تخللتها تضحيات" في إشارة إلى اغتيال اثنين من ممثلي التمرد الحوثي في شمال البلاد. وتابع "لكن اليمنيين قرروا عدم التراجع وأقروا خارطة طريق محددة بتفاصيل ستؤدي إلى إقامة دولة القانون والعدالة والديموقراطية". بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شريط فيديو مخصص لحفل الختام "إنه يوم تاريخي لليمن". ميدانيا، أوضحت وزارة الداخلية اليمنية أمس، أن الطيران الحربي اليمني شن غارة جوية الليلة قبل الماضية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة بمديرية الوادي، التابعة لمأرب. وبينت أن الغارة أسفرت عن مصرع أحد العناصر وإصابة اثنين آخرين، دون ذكر تفاصيل أخرى حول الحادث.