تشير عدد من الدراسات المتخصصة في قطاع التطوع، إلى أن استخدام التقنيات الحديثة ووسائط الإعلام الاجتماعي، أو ما تعرف تخصصيا ب"أون لاين"، سترسم الملامح المقبلة لمستقبل العمل التطوع التقليدي خلال السنوات المقبلة بطريقة فعالة وذكية. وبحسب عدد من المواقع المتخصصة في رصد هذا القطاع الحيوي، فإن تعريف مصطلح التطوع الإلكتروني يعني مساهمة المتطوعين كأفراد ومؤسسات باستخدام تقنيات المعلومات المختلفة المرتبطة بالشبكة العنكبوتية ويطلق عليه البعض بالتطوع عن بعد. وتشير أيضاً إلى أن الفكرة ولدت من رحم العمل الإلكتروني عن بعد الذي شهد قفزات كبيرة في الألفية الجديدة. من جهته، أكد خبير الأعمال التطوعية هشام الراقي في حديثه إلى "الوطن"، أن تكنولوجيا التواصل الحديثة أسهمت في تعميق رؤية الأعمال التطوعية المقدمة لعموم المجتمعات. وتطرق إلى تجربة التطوع الافتراضي في السعودية، التي كانت عاملاً محورياً في عدد من القضايا التي تسهم في خدمة المجتمع، وقال: "الشباب السعودي، كان له دور فعال عبر تقنيات التواصل الحديثة في علاج عدد من الأزمات، بل واستخدمها أيضاً لخدمة البناء الاجتماعي في توجيه رسائل عاجلة لبعض الملفات، كإعادة النظر في رؤية المجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو المساهمة في نقد بعض الظواهر السلبية لبعض شرائح المجتمع، وغيرها من المواضيع الأخرى". ويعد ما يعرف ب(15× 15×15) من أشهر الأندية التطوعية في المملكة، والتي انتشرت تحت اسم "لبيه"، حيث تهدف المبادرة إلى تنفيذ خطة لجمع بيانات 15 ألف متطوع، و15 ألف فكرة تطوعية، بحلول عام 2015، تشمل بيانات المتطوعين ومهاراتهم الأساسية والتدريبية، وتجاربهم السابقة في العمل التطوعي، وفق استراتيجية مدروسة لتنظيم العمل التطوعي، وإيجاد قاعدة بيانات حقيقية ومنظمة، وسد ثغرة العشوائية في بعض الجهود التطوعية عند حدوث الأزمات والكوارث. وفقاً للمختصين فإن تطوير فكرة "التطوع الإلكتروني"، يعود الفضل فيه إلى مؤسسة التأثير الإلكتروني التطوعية التي أسهمت في نشر ثقافة التطوع الإلكتروني في منتصف التسعينات. حيث تمحورت فكرة المؤسسة منذ انطلاقها على خلق قاعدة بيانات للربط بين المتطوعين حول العالم ومختلف مؤسسات التطوع ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة. ولأسباب عديدة يعد التطوع الافتراضي أو الإلكتروني مستقبلا للعمل التطوعي، أولها أن معظم المؤسسات العاملة في هذا المجال، تتواصل مع المتطوعين الإلكترونيين مما يتيح لها الفرصة لتبادل الخبرات مع المؤسسات التطوعية المختلفة عبر الاتصال بشبكات التطوع الإلكترونية. إضافة إلى امتلاك القدرة على تسخير مهارات وكفاءات تطوعية بارزة عن بعد مما يتيح التعرف على التنوع البشري والفكري. كما يتيح لمؤسسات العمل المدني الحصول على خدمات لا يمكن الحصول عليها عبر التطوع المباشر وبالأخص في مجال التطوع الإلكتروني البحثي لقدرته على إضافة منظور جديد للعمل التطوعي.