تسخر جهات حكومية بالجوف إمكاناتها للعمل على تطوير منتجها من الزيتون، الذي يوجد بغزارة بعد وصول عدد الأشجار 15 مليون شجرة تنتج ما يفوق 55 ألف طن زيت، تركزت الأنظار عليه بعد نجاح مهرجان الزيتون بالتسويق له وإقناع المستهلك بجودته خاصة بعد حصوله على عدد من الجوائز العالمية، فيما تكثف 3 جهات أعمالها بالمهرجان في مقدمتها وزارة الزراعة وأمانة وجامعة الجوف. اختبارات دقيقة وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان أمين أمانة الجوف المهندس عجب القحطاني، إن أمانة المنطقة بادرت بتنظيم مهرجان الزيتون والقفز به لمراحل متطورة حتى الدورة السابعة، التي شهدت تغيرا كبيرا بتنظيم عالمي، ولم تكتف الأمانة بتنظيم المهرجان بل خصصت مختبرات عالية الجودة لاختبار الزيت ومنحه ملصق "مجازا" لتطمين المستهلك، وهذه المختبرات تعتمد على 4 اختبارات دقيقة وهي نسبة الحموضة واختبار التزنخ (وهو ما ينتج عن سوء تخزين أو فساد الثمر)، والثالث اختبار المعادن الثقيلة (وهي ما نتج عن تلوث التربة والجو)، والرابع الخلط لضمان عدم خلط الزيت بزيوت أخرى. وفي جامعة الجوف بين متحدثها جميل اليوسف، أن الجامعة كثفت الدراسات والتحاليل على المنتج الجوفي، حيث تعمقت الدراسات البحثية لديها لتصل إلى تحليل أوراق شجرة الزيتون وتقييم الأثر الوقائي المستخلص منها ضد السمية الكبدية وأكسدة خلايا الجسم، بالإضافة إلى استخدام إنتاج هذه الشجرة كمواد طبيعية تضاف في الغذاء، ومستحضرات التجميل، والصناعات الدوائية. بيد أن الزيتون ومشتقاته من الزيوت كان حاضرًا من خلال نتائج الدراسات التي كشفت عن أهمية زيت الزيتون في الوقاية من أمراض القلب والشرايين، لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل: الأولييك، والبالميتيك، والينولييك، كما كشفت الأبحاث والدراسات التي أجريت في مختبرات جامعة الجوف على يد عدد من باحثيها وطلابها، قدرة زيت الزيتون على منع تكوين مادة الأركيدونات المحرضة للخلايا السرطانية على الانقسام، والوقاية من عدد من الأورام السرطانية مثل سرطان المعدة والأمعاء، والجلد، والثدي، والرحم والقولون. وذهبت الجامعة إلى أبعد من تقديم البحوث والدراسات، حيث أنشأت مركزا متخصصا للاستشارات والأبحاث هدفت منه التواصل مع مزارعي الزيتون في منطقة الجوف وتوعيتهم وإرشادهم إلى أفضل الطرق التي يمكنهم من خلالها تحسين منتجهم الزراعي والوصول به إلى مستويات عالية في معايير الإنتاج وتحسين الجودة. تحسين الجودة ووقعت جامعة الجوف مع جامعات ومراكز بحوث اشتهرت بلدانها بإنتاج الزيتون ذات الجودة العالية على مستوى العالم، من أجل أن تستفيد من خبرات هذه الجهات الأكاديمية في تأهيل طلابها، والاستعانة بأبحاثها في تدريب مزارعي الزيتون في الجوف على تحسين جودة هذا المنتج الغذائي. وفي نهاية عام 2013 وقعت الجامعة اتفاقية تعاون مع جامعة "جايين" بإسبانيا في مجال أبحاث الزيتون، تشمل بنودها مجالات الأبحاث والتعليم والتدريب والاستشارات، في حين تُعد هذه الجامعة من الجامعات المتخصصة في زراعة الزيتون، حيث تقع في منطقةٍ تحتضن أكثر من 650 ألف هكتار من أشجار الزيتون، وتنتج ما يزيد على 25% من الإنتاج العالمي لزيت الزيتون، كما تقدم برامج دراسات عليا متخصصة في مجال الزيتون. وتود جامعة الجوف من خلال جناحها المتميز في مهرجان الزيتون السابع إيصال رسالتها الأكاديمية التي تؤكد فيها أهميّة توفير البيئة المحفزة والدعم المناسب لوضع نواة للبحث العلمي للإسهام في تعزيز وتنمية الدور الريادي للجامعة في خدمة المجتمع والبيئة بالوطن عامةً ومنطقة الجوف خاصةً ودفع مسيرة التقدم بالمملكة. كم أنشأت وزارة الزراعة عبر مركز الأبحاث مجمعا لأصناف الزيتون في الجوف لأكثر من 30 صنفًا من أهم الأصناف المشهورة في البلدان المنتجة للزيتون التي يقارب مناخها مناخ المناطق المنتجة للزيتون بالمملكة، كما أنتجت شتلات من شجر الزيتون المتميزة بالإنتاج عالي الجودة، ووزعتها على المزارعين في مناطق إنتاج الزيتون لدعم هذه الصناعة التي يمكن وصفها بالاستراتيجية كون الزيتون أحد محاصيل الأمن الغذائي واسع الانتشار، ومصدراً مهماً للدهون الصحية في التغذية. أهداف مشتركة يأتي ذلك ضمن مشروع تطوير إنتاج وتصنيع تسويق الزيتون في المملكة، الذي تنفذه وزارة الزراعة مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" في إطار برنامج التعاون الفني بين الجانبين الهادف لتحقيق الرؤى والأهداف المشتركة بين المملكة ومنظمة "الفاو"، والإيفاء بالاستراتيجيات الهادفة لتخطي معوقات الارتقاء بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، والمحافظة على الموارد البيئية، والاستفادة من المقدرات الوطنية للمملكة والميزات النسبية لمناطقها المختلفة. وأوضح كبير الخبراء الفنيين في مشروع تطوير إنتاج الزيتون بمنظمة "الفاو" الدكتور الهاشمي المهري، أن المشروع تم البدء فيه عام 2011 ويستمر حتى عام 2016 بغية تحسين زراعة الزيتون في المملكة وزيادة المساحات المزروعة بأصناف الزيتون عالية الجودة والملائمة لظروف ومناخ وتربة المملكة لتحقيق أعلى إنتاج لها، من خلال توجيه الدعم الفني وتدريب الكوادر الوطنية على الأساليب العلمية الحديثة وإدخال ونشر التقنيات والطرق الحديثة في عمليات الزراعة. من جهته، بين المهندس عجب القحطاني، أن المهرجان يحرص على تقديم أنشطة توعوية من خلال محاضرات ثقافية وورش عمل يستضيف بها خبراء مختصين لنشر التوعية حول إنتاج الزيتون وأهمية قيمته الغذائية واستخداماته المتعددة والطبية.