تتملك الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، قناعة بوجود شعور متمكن لدى المقاولين المنفذين لأعمال الحكومة، مفاده أن تلك المشاريع ما هي إلا عبارة عن فرصة للمكسب والثراء دون محاسبة، وهو ما دونته كملاحظة من ضمن 12 أخرى، شخصت من خلالها مكامن الفساد في البلاد. وطبقا لما كشف عنه تقرير "نزاهة" السنوي الثاني، واطلعت "الوطن" على نسخة منه، فإن "سوء الخدمات يزداد في المحافظات والمراكز البعيدة عن المقرات الرئيسة للجهات الحكومية بسبب عدم الاهتمام بالمتابعة على أعمال المقاولين والاستشاريين، إضافة إلى الشعور المتمكن لدى المقاولين بأن أعمال الحكومة فرصة للمكسب". وتضمنت ملاحظات هيئة مكافحة الفساد ال12، العديد من جوانب التقصير في خدمات وصفتها ب"الكثيرة"، وعددت منها "خدمات الطرق، الصرف الصحي، المدارس، المستشفيات والمراكز الصحية، الخدمات البلدية، الخدمات الجوية، الخدمات الاجتماعية، النقل"، وقالت نزاهة إنه يعتريها "سوء تنفيذ بعض المشاريع، وتأخرها وتعثرها، وسوء تنفيذ في الخدمات، وضعف في الرقابة على جودة التنفيذ، ونقص في التجهيزات". وانتقدت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "قيام بعض الجهات الحكومية باستلام المشاريع بالرغم من وجود عيوب ونقص وخلل في التنفيذ وحصول انهيارات بها فور وضعها بالخدمة". السيارات الحكومية والتوسع في شرائها والمبالغة في استخدامها في غير الأغراض الرسمية، كان مما سجلته "نزاهة" من ملاحظات تغطي الفترة من مرحلة التأسيس وحتى وقت صدور تقريرها الثاني، منتقدة كذلك "المبالغة في صرف المحروقات والصيانة للسيارات الحكومية في بعض الجهات الحكومية بأكثر مما تحتاجه". ولم تغفل ملاحظات "نزاهة" موضوع التعدي على الأراضي الحكومية، واصفة الحالات المسجلة بهذا الصدد ب"الكثيرة"، إضافة إلى تسجيلها حالات استيلاء على ما يتجاوز الأراضي المقطعة أو الممنوحة، فضلا عن رصدها حالات تزوير في صكوك الكثير من الأراضي. وكان مما سجلته هيئة مكافحة الفساد من ملاحظات "التبذير في استخدام الأموال العامة وضعف الرقابة عليها واستخدام الاعتمادات المالية وتغيير الأغراض المخصصة لها". واهتمت "نزاهة" بحال الطرق في المناطق النائية، التي وصفت وضعها ب"السيئ"، إضافة إلى عدم توفر طرق مسفلتة لبعض المراكز والقرى، فيما لم تغفل مسألة "عدم توفر مياه الشرب لبعض المراكز والقرى رغم إبرام عقود متعهدين بتوفير ذلك". وحلت المشاريع الصحية والتعليمية، على قائمة ما سجلته "نزاهة" من ملاحظات، إذ أكدت على وجود "تعثر في تنفيذ المستشفيات والمراكز الصحية في بعض مناطق المملكة ونقص في خدماتها"، إضافة إلى "تعثر إنشاء مشاريع بعض المدارس وتوقف العمل بها، وعدم توفر حافلات للنقل المدرسي لبعض المدارس"، فضلا عن "سوء حالة بعض المساجد وضعف الإشراف على صيانتها ونظافتها". .. ورئيسها "الشريف" تحت "قبة الشورى" الرياض: الوطن يستمع مجلس الشورى في جلسته الثالثة من أعمال السنة الثانية للدورة السادسة غداً على عرض من رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف، حول إنجازات الهيئة وخططها المرحلية والمستقبلية، ويشرح جهودها في تعزيز النزاهة لدى موظفي الدولة للحفاظ على المال العام، وذلك بناء على طلب المجلس. وأوضح المجلس في بيان صحفي أمس، أن الشريف سيطلع أعضاء الشورى خلال الجلسة على إنجازات الهيئة وخططها المرحلية والمستقبلية في مجال مكافحة الفساد، ويجيب عن أسئلة المواطنين التي سيطرحها عليه رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض، وكذلك أسئلة أعضاء المجلس واستفساراتهم عن جهود الهيئة ودورها في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة لدى موظفي الدولة للحفاظ على المال العام. ودعا المجلس المواطنين بإرسال مقترحاتهم واستفساراتهم التي يرغبون بعرضها على رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي تتعلق بأداء الهيئة والخدمات التي تقدمها، وذلك على البريد الإلكتروني "[email protected]" أو على الفاكس رقم 0114816971 في موعد أقصاه اليوم.