"في عام 1432ه التحق ابني بالمدرسة الابتدائية، وهو الآن في الصف الرابع، اسمه "فالح"، ولكن لم يكن له من اسمه نصيب بالمدرسة، فلا يزال أميا على مقاعد الدراسة، عكس بقية إخوته الذين يكبرونه سنا، ولا أعلم ما سبب إخفاق ولدي البالغ من العمر تسع سنوات، خاصة في مادتي القراءة والرياضيات". هذه شكوى أم فالح التي تعتقد أن استخفافها هي ووالده بالمرحلة الأساسية، وهي الصفوف المبكرة الأولى، كان له أثر بالغ في تراجع ابنها الدراسي، فهو لا يستطيع قراءة كلمة، أو حل مسألة حسابية. ومن زاوية أخرى، ترجع "أم فواز" الطالب في الصف الثالث الابتدائي، ضعف ابنها في مادتي القراءة والرياضيات إلى عدم وجود نجاح ورسوب، في المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أن ذلك يسبب تراخي التلاميذ وذويهم، لكون النجاح مضمونا، وبالتالي لا يبذلون الجهد الكافي لتعلم المواد، خاصة مادتي القراءة والرياضيات. ولم تتمالك "أم خالد" مشاعرها، وانفجرت قائلة: "جيل ليس على المستوى التعليمي المطلوب، فولدي خالد في الصف الخامس الابتدائي، وبالكاد يستطيع كتابة اسمه، وقراءة كلمة في سطر". وتابعت: "لا أعلم ما الذي تغير علينا؟، هل هي طرق التدريس؟، أم أن الأماكن اختلفت والملهيات كثرت؟ فأصبحنا منشغلين حتى عن تدريس أبنائنا، الأمر الذي لم نكن نشكو منه سابقا". من جانبها، شددت مشرفة التخطيط والتطوير، وأخصائية علم النفس بتعليم القريات هلالة سالم عمر الرويلي على ضرورة إخضاع المعلمين لدورات تأهيل مهني للتعامل مع الطلبة، خاصة في مراحل التأسيس، وقالت ل "الوطن" إن وجود ضعف في مادتي الرياضيات والقراءة يشكل خطورة كبيرة، لأن من شأنه أن يوجد جيلا شبه أمي، ويؤثر على حياة الطلبة خاصة في نموهم العقلي والانفعالي". وتابعت قائلة: "لابد من لفت الانتباه إلى المشاريع التي انطلقت فيما يخص المناهج، فلم يتم تهيئة الميدان التربوي لاستقبالها، وتجهيزه بالتحضيرات اللازمة، ومواكبة تطبيق التطوير، أيضا مشكلة اكتظاظ الغرف الصفية بالطلاب ساهمت بظهور هذا الضعف". وأضافت الرويلي: "أيضا لا يمكننا إغفال عدم وجود المعلمات والمعلمين المدربين، خاصة في الصفوف الثلاثة الأولى، وهو ما يجعلنا نخشى من ظهور جيل أمي دون أن نشعر". ونوهت مشرفة الرياضيات بتعليم القريات زهراء الهميلي بضرورة استخدام الوسائل التعليمية المحسوسة في الصفوف المبكرة، والتي تكون من واقع الحياة، خاصة فيما يختص بمادة الرياضيات". وأضافت "لا يمكن أن نلوم التقويم المستمر، الذي يهمل النجاح والرسوب في هذه المرحلة، ونرحل عليه الضعف، فلو طبق هذا التقويم بالشكل الصحيح لسلم طلابنا وطالباتنا في المرحلة من هذا الخلل الذي قد يهدد مستقبلهم القرائي والحسابي فيما يخص مادتي الرياضيات والقراءة"، ونصحت معلمات ومعلمي المرحلة الابتدائية بتطبيق التقويم تطبيقا سليما. وقالت الهميلي: "لابد أن نهتم بالمهارات، وطرق تطويرها أكثر من مرة، مع استخدام استراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة، إلى جانب الاهتمام بمهارات التفكير العليا، والاطلاع، وتطبيق الأنشطة الإثرائية والعلاجية المقترحة في أدلة المعلم بالنسبة للمناهج المطورة.