الصخب والطرب، الروح والجسد، الحلال والحرام، الثروة والثورة، النعمة والنقمة، الإيمان والبهتان.. الموسيقى. تجدها في تهادي الموج تستدرج آهاتك وأنفاسك دفعةً واحدة، وفي وجه المطر تسبيحا وخشوعا، ولحنا حزينا في رحيل الأوراق، بعثرةً على الطرقات المسكونة بالرياح والرمضاء. تجد الموسيقى تراود دمعة مكبوتة حد تعرِّيها على قارعة الوجنة المتآكلة بفعل الذكريات المتحفِّزة للنكء والنزف الشبيه بنزع روح كافر. لغة الندم والألم والمستحيل والدمع والانكسار، لها سحرٌ إذا خالط الروح أحدث فيها الصدمة واللذة في آن. دغدغةٌ تُجاوِز ذروة النشوة وتتسامى بالروح عن كل مادة، تصل بها سنام الكمال والجلال والوقار. تجعلك تشعر بأناقتك وزهوك الحق. تصل بك وفرةً حد تمنِّي نشر هذا الشعور الخفي لكل الناس والأجناس، تبلغ فرْط الفرح الأقصى. للموسيقى لغة مفعمة غامرة تفيض في الروح وعليها ومنها، فتحار ويستعصي عليها فهم وإدراك القليل من كثير الموسيقى الشبيه ببخور المعابد. الموسيقى.. تلك الموعظة التي تنتصر للروح على رغبات النفس والجسد، وكم خطيئة رفعتنا عنها الترنيمة الجليلة والنغمة المهيبة. هذه الموسيقى التي أعرف والتي أؤمن والتي تجوبني كجنةٍ تطوف بي حد بلوغ روحي السكن والسكينة. أنصت لنبض قلبك جيدا، قد تكون هناك موسيقاك.. نغمتك الخاصة، ولحنك الخالد.