"لمى الروقي" ذلك الاسم الذي تردد في أذهاننا أكثر من تردده على أفواهنا في وسائل إعلامنا ووسائل تواصلنا، تلك الطفلة التي أصبحنا لها ولذويها أسرةً واحدةً نحزن لحزنهم ونتابع بكل صبرٍ مستجدات البحث عنها وألستنا تلهج بالدعاء لذويها. غابت عن هذه الحياة ولكنها لم تغب عن تاريخ ذاكرة المصاب الجلل، غابت جثتها في غياهب الجب ولكنها أيقظت المسؤولية عن آبار كثيرة تترصد الأطفال والمارة هنا وهناك. لا شك أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق صاحب البئر ومن قام بحفرها ثم تنتقل المسؤولية للجهات ذات الصلة. كما أنه في ظل غياب القانون فكل من شاء استخراج الماء من باطن الأرض فما عليه إلا التوجه لعمال الحفر ليباشروا الحفر لا أعلم هل أسميها بئرا أم "فخا " للأطفال والمارة. يجب أن تكون هناك جهة مسؤولة عن الآبار، وأرى أن "الزراعة" أولى بتلك المسؤولية، وأن تكون هناك اشتراطات وتعهدات على الحفر من عدة نواحٍ، منها السلامة والتسوير أو وضع لافتات أو حواجز تحد من حدوث ما تكرر لتلك الطفلة، فالأمل معلق على المسؤولين بوضع حد لمنع حدوث مثل هذه الكارثة، فروح لمى وأطفالنا وكل المارة غالية علينا. وأخيرا أقدم باقتين إحداهما مواساةً لأسرة لمى الروقي، الأسرة الصابرة المحتسبة، والباقة الأخرى شكراً للدفاع المدني على ما بذله ويبذله الآن لاستخراج جثتها الطاهرة.