نعت مكتبة الإسكندرية أمس الراحل الدكتور غازي القصيبي. وقالت المكتبة في بيان – تلقت "الوطن" نسخة منه - باسم مديرها الدكتور إسماعيل سراج الدين: رحل عن دنيانا، إلا أنه لم ولن يرحل عن ذاكرتنا، إنه الأكاديمي والشاعر والأديب والدبلوماسي والوزير والإنسان غازي القصيبي الذي ننعى وفاته ببالغ الحزن والأسى. عرفته قويّ الشكيمة، طويل الباع، لا يحيد عن هدفه، واضح الحجة، منطقي التفكير. مر الرجل على مدار حياته بالكثير من التجارب الحياتية التي لم تزده إلا شجاعة وثباتاً؛ إذ أحدثت معظم مؤلفاته الأدبية ضجة كبرى حال طبعها، ومُنع كثير منها من التداول. تميز الراحل في كافة المواقع التي تولاها، وقد تعاونا سويا حينما كان وزيرا للصناعة من خلال عملي في البنك الدولي فكانت ثمرة هذا التعاون العديد من المشروعات التنموية، كما أنه ذو شخصية متعددة المواهب؛ وهو ما يظهر جليا في تنوع المواقع التي شغلها. كانت بيننا منافسة على منصب مدير اليونسكو بالرغم من كونها معركة انتخابية إلا أنها لم تمس صداقتنا الوطيدة، بل تقابلنا بعدها في لندن في جلسة مطولة كانت صريحة إلى أبعد حد. أكدت هذه الجلسة مدى ما يجمعنا سويا من الحرص على الثقافة المعاصرة الحيوية التي تعطي للعرب الكثير. إنني إذ أنعى هذا الرجل المستنير، أؤكد أن إرثه سيظل باقيا في وجدان وعقل هذه الأمة. من جانب آخر، شهدت مدينة جوتنبرج السويدية مساء أول من أمس توقيع اتفاقية تجديد استضافة مكتبة الإسكندرية لمركز الإفلا للمكتبات الناطقة بالعربية وذلك على هامش ختام فعاليات المؤتمر السادس والسبعين للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا)، والذي عقد على مدى ستة أيام تحت عنوان "المجال المفتوح للمعلومات.. تعزيز التقدم المستمر". ووقع مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مع سكرتير عام الإفلا جينيفر نيكلسون تجديد الاتفاقية الخاصة بمركز الإفلا للمكتبات الناطقة باللغة العربية (IFLA-CASL) والتي تقضي باستضافة مكتبة الإسكندرية للمركز، تأكيدا على الدور الهام الذي تقوم به المكتبة في المنطقة. وقالت نائب مدير مركز الإفلا للمكتبات الناطقة باللغة العربية دينا يوسف إن المركز شارك في مؤتمر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات هذا العام ضمن أكثر من 1600 مشارك من جمعيات ومؤسسات ومراكز ومكتبات حول العالم، مضيفة أن اللغة العربية كانت إحدى اللغات السبع التي تُرجمت فعاليات المؤتمر إليها؛ حيث وفّر المركز باعتباره ممثلاً للمكتبات العربية والمكتبيين العرب، ترجمة فورية لفعاليات وجلسات المؤتمر إلى اللغة العربية. وأشارت يوسف إلى أن المركز نظّم خلال المؤتمر الملتقى السنوي للمكتبات العربية والمكتبيين العرب، والذي يهدف إلى زيادة عدد الأعضاء العرب في الإفلا ومساندتهم في الترشح للانضمام للجان التنفيذية والاستشارية الخاصة بالاتحاد. وأوضحت أن الملتقى ناقش مشكلات المكتبات العربية وطرح أفكاراً تتعلق بسبل تحقيق مستقبل أفضل للثقافة بشكل عام والمكتبات في العالم العربي بشكل خاص. كما بحث الملتقى أعمال وأنشطة ومشروعات مركز الإفلا للمكتبات الناطقة باللغة العربية في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى تقييم الأعمال التي أنجزت في الفترة الماضية، ومشاركة التوقعات المتعلقة بمستقبل المكتبات الناطقة باللغة العربية والتواجد العربي في مجال علم المكتبات في العالم.