يعد الإبداع والابتكار والتجديد من العناصر الأساسية لتطوير الحياة، ولقد وهب الله تعالى كل إنسان موهبة ولكن الكثير منا يجهل ما بداخله من موهبة، ولا يسعى إلى اكتشافها وتنميتها، فيخسر الوطن موهبة قد تثري الإنسانية بالكثير من البحوث والابتكارات. فالمبدعون هم ثروة الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهم الشموس التي تضيء غياهب الجهل، وعقولهم تخترق حواجز التقليد، وتبحر صَوْب المجهول، فبقدر ما تنجح الأمة في الكشف عن الطاقات الإبداعية لأبنائها والإفادة منها، تكون أمة متقدمة ومتطورة حضارياً. فالإبداع إنتاج شيء ما، على أن يكون هذا الشيء جديداً في صياغته وذا تأثير في مجاله وإن كانت عناصره موجودة من قبل. ولكن ينبغي أولاً أن يكون هذا العمل جديداً مبتكراً بعيداً عن النمطية والتقليد، وهذا لا يعني أن الإبداع ينشأ من فراغ، فهو يمر في مراحله الأولى بالتقليد، لكن لا يقتصر عليه، وينبغي على المبدع ثانياً أن يحمل هذا العمل الإبداعي جديداً إلى الناس والحياة بحيث يُشكّل إضافة نوعية حقيقية للمجال الذي ينتمي إليه، ويؤثر تأثيراً حاداً وواضحاً في البيئة المحيطة. فالإبداع لا بد أن يسهم في تطوير الحياة والمجتمع والناس، ويخطط لمستقبل أفضل، وهذا الدور الحقيقي للمبدعين في مجتمعاتهم في أي زمان ومكان. ليس شرطاً أن يكون المبدع قد وصل إلى أعلى مراتب الدراسة، وإنما المواقف وسرعة البديهة هي التي تصنع الأساطير. تذكر أنك عندما تصنع عملاً أو موضوعاً من نسيج أفكارك وترجمة يداك فإنك تشعر بفخر وسعادة كبيرة. عليك بصنع مواضيعك وأعمالك بنفسك وقدراتك، ليعلم الكل أن الإنسان يمتلك طاقة كامنة، متى ما حركت بالشكل الصحيح فإنها ستنفجر إبداعات، وكل هذه الإبداعات والنشاطات التي نراها من المبدعين لا تشكل إلاّ 10% من عقل الإنسان وفكره.. حيث أكرمه الله بعقل عظيم. ختاماً، فالمبدعون والموهوبون الآن هم الأمل الأكبر في حل المشكلات التي تهدد البشرية، التي تعددت كماً ونوعاً، وصار المبدعون في أي مجتمع هم الثروة القومية والطاقة الدافعة نحو الحضارة والرقي والإبداع والابتكار والتجديد.