يعد مرض هشاشة العظام أحد الأمراض المزعجة خاصة عند النساء بشكل عام والرجال إذا تقدم بهم العمر، وقد زادت نسبة الإصابة به في الآونة الأخيرة في المملكة حتى بلغت معدلات مزعجة مقارنة بالدول الأخرى فهناك 58% من السعوديات يعانين من هشاشة العظام ونسب الإصابة بين الرجال تصل إلى 32.2%. وأكد وكيل كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك خالد الدكتور حسين آل محيي، أن الأشعة هي أول خطوة في تشخيص هشاشة العظام ويتم قياس كثافة العظام بواسطة جهاز يسمى "ديكسا"، وهو نوع خاص من الأشعة السينية وهي عملية خالية من الألم تماما، وهو اختبار مأمون لأنه يستخدم كمية ضئيلة جدا من الأشعة السينية وهذا الاختبار لا يحتاج إلى تحضير أو إلى حقنة بالوريد. وأضاف أن الوقاية من هشاشة العظام أهم من العلاج، وهي تبدأ من سن الطفولة والشباب، وكلما كانت الكتلة العظمية خلال سن الشباب قوية كانت نسبة الإصابة بترقق العظام عند الكبر أقل، حيث تعد الكتلة العظمية القوية في مرحلة الشباب مخزونا عظيما يقي من هذا المرض في المستقبل ومن العوامل التي تساعد على اكتساب كتلة عظمية مناسبة في سن الطفولة والشباب، تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وتجنب الأطفال والشباب للأطعمة السريعة والعادات السيئة كالتدخين والكحول، وممارسة الرياضة بصورة منتظمة، والتعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الصباح وعند الغروب. من جهتها، قالت الأستاذة بكلية الطب في جامعة الملك خالد الدكتورة إيمان النشار: إن هشاشة العظام عبارة عن نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام وتغير نوعيته مع تقدم العمر، فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يزيد عدد المسامات وتكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة. وتمثل النساء نحو 80% من المصابين بهذا المرض، وهو يسبب كسورا في حوالي نصف النساء بعد سن ال50، والأشخاص المصابون بهشاشة العظام يمكن أن تحدث لهم كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط أو يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد على الانحناء أو السعال. والعظام الأكثر عرضة للكسر هي، الورك والفخذ، والساعد فوق الرسغ، والعمود الفقري. وبينت الدكتورة إيمان أن نسبة الإصابة في المملكة عالية، حيث هناك 58% من النساء السعوديات يعانين من هشاشة العظام. ونسب الإصابة بين الرجال تصل إلى 32.2%. وهذه النسب عالية جداً خاصة في الرجال مقارنة ببعض المجتمعات الأخرى في أوروبا وأميركا، وهناك نقص فى فيتامين (د) في فئات المجتمع السعودي من الجنسين بسبب تغير نمط الحياة والعادات الغذائية، والزيادة ستستمر إذا لم تتخذ خطوات جدية نحو الوقاية من هذا المرض الصامت، وجملة الخسائر التي تتكبدها الدولة من جراء علاج ورعاية المصابين بكسور بسبب هشاشة العظام في المملكة قدرت بأكثر من 20 مليار ريال، وسترتفع إلى 32 مليار ريال بحلول عام 2030 وهي أرقام عالية جدا. ويقول عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية ورئيس قسم العلاج الطبيعي في جامعة الملك خالد الدكتور خالد بن عوضة الأحمري: في حالات ترقق العظام عادة ما يلاحظ خلل في وضع الجسم، مثل: التحدب، وانحناء العمود الفقري القطني، وتقدم الرأس والكتفين إلى الأمام. وقد يكون هناك ضعف في قوة العضلات وألم واضح عند ملامسة المنطقة المصابة وعند الحركة وذلك في حال وجود كسر. أما في حال عدم وجود كسر تكون هناك انحرافات في المشي مثل أن تكون سرعة المشي منخفضة وذلك بسب الخوف من السقوط، وأيضا انخفاض القدرة التنفسية بسبب قلة النشاط البدني. وأكد الدكتور خالد أن أخصائي العلاج الطبيعي يستطيع إيقاف الألم ومنع مضاعفات المرض، ويتم ذلك عن طريق دعم المناطق الأكثر عرضة للإصابة وتقليل خطر السقوط والكسور وإيقاف تدهور العظام والغضاريف واستعادة الكثافة الطبيعية للعظام قدر الإمكان وتخفيف الحمل عن العظام الضعيفة واستعادة مرونة وقوة العضلات، ومعالجة الانحرافات أثناء المشي، وتحسين القوام والتوازن، وتثقيف المريض من خلال تعريفه بطبيعة مرضه وكيفية التعامل معه. وأضاف أنه توجد تمارين يوصى بها للأشخاص الذين يعانون من الهشاشة، مثل: المشي وطلوع الدرج وركوب الدراجة الرياضية ورياضة المقاومة، وذلك عن طريق استخدام الأوزان الحرة والشريط المطاطي أو استخدام الأجهزة الرياضية وممارسة بعض التمارين تحت الماء واستخدام الخواص الطبيعية له، وهناك تمارين لتحسين الوقوف والتوازن وقوة الجسم، ويجب ممارسة التمارين تدريجيا بدون إجهاد لمدة 3 ساعات أسبوعيا، ولتأخذ كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د. التعرض لأشعة الشمس. وأوضح الأحمري أنه توجد أيضا تمارين ينبغي على المريض تجنبها وهي التمارين التي تنطوي على الانحناء إلى الأمام و تحميل وزن على العمود الفقري، والتمارين التي تزيد من خطر السقوط والتمارين التي تتطلب الحركة المفاجئة، والحركة القوية والتمارين التي تتطلب حركة التواء قوي. وشدد الأحمري على بعض التمارين الرياضية للوقاية من هشاشة العظام ومنها، القفز بواسطة الحبل والمشي فهي تعمل على تنبيه النمو في رأس العظام في منطقة الفخذين وعظام الحوض والساق بشكل عام، وتقلل من كسور الحوض وعظام الفخذين على المدى الطويل. ويدرك الجسم أثناء القفز بالحبل أو المشي أن عليه تقوية العظام للقيام بهذه المهمة، وبالتالي تبدأ عملية زيادة كثافة العظام بترسيب الكالسيوم، ولكن يجب استشارة الطبيب المختص عند ممارسة هذه التمارين ليقرر الأفضل بالنسبة لوضع المفاصل الصحي.