بعد تجربة ناهزت الأربعين عاما في كتابة القصة القصيرة، أطل صاحب "الحفلة" القاص عبدالله باخشوين، أحد أبرز الأسماء التي يستشهد بنتاجها النقد وهو يقارب تحولات القصة القصيرة الحديثة في المملكة، على المشهد الروائي وأصدر في مئة واثنتين وأربعين صفحة من القطع دون المتوسط، عبر نادي الرياض الأدبي بالتعاون مع المركز الثقافي العربي ببيروت روايته الأولى "سلطان سلطانة"، التي تروي حكاية شاب من الطائف مع سلطانة بنت الجيران التي سكنت قلبه بالتدريج دون أن يشعر، واضفا خلال ذلك أجواء حواري الطائف قديما وعلاقات الجيران ببعضهم، وطقوس الشباب في تزجية الوقت عبر وسائل الترفيه المتاحة آنذاك. أدبي الرياض قال في بيان أمس "إن شخوص الرواية تعيش معك ببساطة السقف الطيني وعفوية المركاز والدكة، وكل مفردات الحياة القديمة في الطائف العتيق، دون أن تغيب المخاتلات اليومية للشباب الذين ولدوا في ذلك الزمن، مشاكساتهم، ولغتهم، ونمط تفكيرهم وحتى هواجسهم الليلية المبهمة، مستعرضا ظروف سفره إلى جدة؛ للبحث عن عمل وتأثير سفره في علاقته بسلطانة، وكل ذلك. حمل الغلاف الأخير للعمل رأي ليلى الأحيدب، ومما جاء فيه: "(سلطان سلطانة) ترتكز على ذاكرة الحارة الأولى بكل ما تمثله من علائق مجتمعية راكزة، وتتحدث عن الكثرة والقلة في جمال المرأة في الجزيرة العربية والمرأة (الشنقلاوية) بكثير من الفلسفة العميقة التي تتحدث عن الجمال بوصفه قيمة أساسية لفهم الحب والحياة وكل القيم الأخرى". عُرف عبدالله حكم باخشوين، المولود في الطائف أوائل خمسينات القرن الماضي قاصا بدايات السبعينات الميلادية ضمن تيار إبداعي مختلف عن القصة التقليدية تنخرط فيه أسماء عبدالله السالمي، وسليمان سندي وفهد الخليوي وجبير المليحان، الذين كانوا في تماه مع تجارب سباعي عثمان وحسين علي حسين طبقا للناقد فائز ابا، الذي أطلق على باخشوين إبان إصداره عام 1998 مجموعته الأخرى "النغري" لقب "الحكواتي"، إضافة إلى اشتغاله في الصحافة، كأحد أوائل المبدعين الذين تفرغوا للعمل الصحفي وفي سن مبكرة، حينما نشر مجموعته الأولى "الحفلة" عام1985 لفت الأنظار إليه بتميز قصصه التي تنزع إلى توظيف للأحلام والكوابيس والهلوسات التي تطغى على شخصياته المركزية؛ نظرا لكونها لم تعد قادرة على التمييز بين عالم التخيل والوهم وعالم الواقع، ومنحته "لا شأن لي بي" مجموعته الثالثة الصادرة العام الماضي عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت ونادي جازان الأدبي، جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لعام 1434 2013 التي تمنح لعشرة كتب فائزة خلال افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب. يشار إلى أن رواية باخشوين تأتي ضمن استعداد أدبي الرياض للمشاركة بأكثر من خمسة عشر عنوانا في معرض الرياض الدولي للكتاب في مارس المقبل، ومن العناوين الجديدة، دواوين "كتبتنا البنات" لأحمد الملا، و"رياح الأخيليّة" لعبدالعزيز العجلان، و"أضغاث ألوان" "قصائد ولوحات" لإبراهيم الوافي وفهد الربيق، ورجل لا شرقي ولا غربي "مجموعة قصصية" لزينب الخضيري، ومن سحر المشرق وفن المغرب: مذكرات سياحية لسعد الغريبي، وقصص الأطفال في نماذج من الأدب السعودي لرباب النمر، والجواهر الثمينة في محاسن المدينة لمحمد كبريت، تحقيق الدكتورعائض الردّادي، في حين يتولى المركز الثقافي العربي عرض إصدارات النادي الجديدة في جميع معارض الكتب العربية.