ينتظر أن تصدر اللجنة الرباعية الدولية اليوم بيانا تدعو فيه الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى بدء المفاوضات المباشرة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أن تلتئم مباشرة بعد ذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل النظر في ما ورد في بيان اللجنة الرباعية واتخاذ الموقف الفلسطيني تبعا لذلك. وسيمثل بيان اللجنة الرباعية، التي استغرق لإقراره أكثر من أسبوع من المشاورات والمداولات، الحل الوسط للموقف الفلسطيني الذي أصر على مرجعية تحكم المفاوضات قبل انطلاقها وللموقف الإسرائيلي الذي أصر على مفاوضات بدون أي التزامات. وفيما أملت الجامعة العربية في موقف داعم من الرباعية لإطلاق المفاوضات، قالت كتلة حماس البرلمانية إن اللهث وراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال لهث خلف سراب وبيع الأوهام، مشيرة إلى أن الخيار هو الاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة على قاعدة الحقوق والثوابت. كما رفضت الفصائل الفلسطينية الأحد عشر المتواجدة في سوريا "المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني". ونفت مصادر فلسطينية كبيرة أمس تقارير تحدثت عن أن مصر المرشحة الأكبر لاستضافة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عند انطلاقها. وقالت المصادر إن "هذا الأمر ما زال سابق لأوانه".وكانت مصادر فلسطينية مطلعة رجحت أن تستضيف القاهرة إطلاق هذه المفاوضات، فيما قال مصدر مصري موثوق به إن "المفاوضات ستعقد في القاهرة في حال حضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليشهد انطلاقها". في غضون ذلك، تباينت التقديرات حول الاستراتيجية التي ستتبعها إسرائيل خلال عملية التفاوض وحول احتمالات التوصل الى حل مقبول من الأطراف المعنية جميعا في نهاية تلك العملية. وقال مبعوث السلام الأمريكي الأسبق آهارون ديفيد ميلر في تصريحات ادلى بها في واشنطن إن من الصعب رفع سقف الآمال بالتوصل إلى اتفاق سريع. وأضاف "هناك صعوبات موضوعية وهناك أيضا أطراف كثيرة يجذب كل منها في اتجاه مضاد للآخر. إنها رحلة شائكة. وفي تقديري أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستعد حقا للتوصل إلى اتفاق وقد يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد أيضا. ولكن السؤال هو أي اتفاق". وقال دانييال ليفي المستشار السابق لإيهود باراك حين كان رئيسا للوزراء في نهاية التسعينات والباحث حاليا في معهد "نيواميركا فاونديشن" إن الأمور لا تمضي في اتجاه سلبي على الرغم من الصعوبات. وأوضح "إذا ما وافق نتنياهو على تسوية ما فإنها ستمر وليس هذا هو الحال إذا كان من سيوقع هو تسيبي ليفني او إيهود باراك".